عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الرسول المعلم
تاريخ الاضافة 2007-11-14 09:28:04
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 6091
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

القصة لها قدرة عظيمة في جذب النفوس ، وحشد الحواس كلها للقاص . وذلك لأن القصة بطبعها محببة إلى النفس البشرية ، لما فيها من ذكر أخبار الماضين ، وذكر الوقاع ، والنوادر وغير ذلك ، أضف إلى ذلك أن القصة من شأنها أنها تعلق بالذهن ولا تكاد تنسى وهذا أمر واضح للعيان يعلمه كل أحد . ولذا فقد أعتنى القرآن الكريم بذكر القصص في القرآن لما فيها من تسلية النفس ، وتقوية العزائم ، وأخذ العبر والاتعاظ ومعرفة أخبار الماضي ، وحفظ الأحداث .

وغيرها كثير ، والقرآن الكريم لم يعرض هذه القصص لمجرد التسلية فقط ، لا . بل إن المتأمل لهذه القصص يجد بين طياتها وبين ثناياها تقريرمسائل التوحيد ،وكذلك بيان حكم الله الباهرة وسننه في عبادة التي لاتتبدل ولا تتغير ، وقد يوجد في بعض منها بيان أحكام فقيه كقوله تعالى في قصة يوسف ( ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم والأحكام الفقهية التي نأخذها من هذه الآية هما : الجعالة والكفالة وقوله تعالى : (وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ )(يوسف: من الآية72) أي : أجرة له ، على وجدانه . وقوله : ( وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)(يوسف: من الآية72)أي : كفيل ، وهذا يقوله المتفقد .

فمن هذا يعلم أن القصص لها درو كبير في تعليم الناس وتربيتهم ، ولقد كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يقص على صحابته رضوان الله عليهم القصص ليثبتهم وليعلمهم وليربيهم إلى غير ذلك من المعاني . فمن ذلك :

1-أن خباباً رضي اله عنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو أذى قريش وكان ذلك في أو الدعوة بمكة . يقول خباب رضي الله عنه : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ، فقال : ( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ن ولكنكم تستعجلون ) .

فهذه القصة التي ساقها الرسول صلى الله عليه وسلم فيها من الحكم والعبر لا يعلمها إلا من أعطاها حقها من التأمل ، ففيها أن الابتلاء بالتعذيب وغيره لأهل التوحيد سنة وفيها ثبات من كان قبلنا على الحق لا يصده عن دينه شيء ولو كان الثمن حياته ، وفيها إخبار بالغيب عندما أخبر عن ظهور هذا الدين ، وفيها بيان فضيلة الصبر وذم الاستعجال بقوله :

( ولكنكم تستعجلون ) .

 والقصص في السنة كثيرة ولولا الإطالة لسقت بعضاً منها ولكن أكتفي بإشارات إليها ، فمنها قصة الثلاثة ( الأعمى ، والأبرص ، والاقرع ) الذين أتاهم الملك . وقصه الثلاثة الذين لجئوا إلى الغار فانطبقت عليهم الصخرة . وقصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر ، وغيرها كثير .

وعلى المعلم .. أن لا يكون همه سرد القصص فقط ، بل عليه بيان مواضع العبر منها ، وبيان الفوائد المستنبطة من القصة ، وبيان الأحكام الواردة فيها إن كان فيها أحكام .. إلخ

الخلاصة  :

1) القصص تألفها النفوس ، ولها تأثير عجيب في جذب انتباه السامع ، وحفظ القصة بسرعة .

2) القصص لها أثرها البالغ في التأثير على سلوكيات الطلاب ، خصوصاً إذا كانت القصة واقعية وتعالج قضايا هامة .

3) القصص لها أثرها البالغ في التأثير على سلوكيات الطلاب ، خصوصاً إذا كانت القصة واقعية وتعالج قضايا هامة .

4) القصة وسيلة قوية للتعليم فيجب الاعتناء بها ، وإعطاؤها قدراً كبيراً من الاهتمام .




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق