عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم 40 مجلساً في صحبة الحبيب صلى الله عليه و سلم - د.عادل بن علي الشدي
تاريخ الاضافة 2011-05-22 22:59:22
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 2593
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 

أَمَّا الجُودُ والكَرَمُ والسَّخاءُ والسَّماحَةُ, فَقَدْ كَانَ صلى الله عليه و سلم لَا يُوازَى في هَذِهِ الأخلاقِ الكريمةِ.

وَكَانَ جُوده صلى الله عليه و سلم شَامِلاً كلَّ مَرَاتِبِ الجُودِ، الَّتِي أَعْلَاها الجودُ بالنَّفْسِ فِي سَبِيل اللهِ تَعَالى كَمَا قِيل:

يَجُـودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الْبَخِيلُ بِهَا

وَالجْـُودُ بِـالنَّفْسِ أَقْصَـى غَـايَةِ الْـجُودِ

فَكَانَ صلى الله عليه و سلم يَجُودُ بنفْسِه فِي مُجاهَدَةِ أَعْدَاءِ اللهِ تَعَالَى، فَكَانَ أَقْربَ النَّاسِ مِنَ العدُوِّ فِي المعْركَةِ، وكان الشُّجَاعُ الَّذِي يُحازِيه أَوْ يَقِفُ بِجوِارِه.

وَكانَ صلى الله عليه و سلم يَجُود بعلْمِه, فَيُعِلِّم أصْحَابه ممّا علَّمه اللهُ تَبارك وتَعَالَى، وَيَحْرِصُ عَلَى تَعلِيمِهمُ الْخَيرَ، ويرفقُ بِهمْ فِي التَّعْلِيم، ويَقُول: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا" [رواه مسلمُ].

وَقَالَ: "إِنَّما أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوَالِدِ أَعُلِّمُكُمْ" [رواه أحمد وأبوداود وحسنه الألبانيُّ].

وَكانَ إِذَا سألَهُ السَّائِلُ عَنْ حُكْمٍ رُبَّما زَادَه فِي الإِجَابَةِ، وَهَذَا مِنَ الجُودِ بِالْعِلْمِ، فَقَدْ سَأَلَهُ بَعضُهمْ عَنْ طَهَارَةِ مَاءِ البَحْرِ فَقَالَ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسَّلامُ: "هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مِيَتُتُه" [رواه أحمدُ وأصحاب السُّنَنِ].

وَأَمَّا جُودُه صلى الله عليه و سلم بوقْتِه وَرَاحَتِه فِي سَبِيل قَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ وَالسَّعْيِ فِي مَصالِحهِمْ, فَهُوَ صلى الله عليه و سلم أَجْودُ النَّاسِ فِي هَذَا البَابِ, ويَكْفِي فِي ذَلِكَ أَنَّ الأمَةَ مِنْ أَهْلِ المدينةِ كَانتْ تَأْخُذُ بِيَدِه صلى الله عليه و سلم فتنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ المَدِينةِ فِي حَاجَتِها. [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].

وَيَدُلُّ عَلَى عِظَمِ جُودِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم مَا رَواهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ: لَا". [متَّفقٌ عليْهِ].

وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعطاهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ, فأعْطَاهُ غَنمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلى قَوْمِه فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا, فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعطِي عَطَاءً لَا يخْشَى الفَاقةَ. [رَوَاهُ مُسْلِمُ].

قَالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ ليسْلِمُ مَا يُريدُ إِلَّا الدنْيَا، فَما يُمْسِي حَتَّى يكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إِلَيْه مِنَ الدُّنْيا وَمَا عَلَيْها.

وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ ثلاثمائةً مِنَ النَّعَمِ بَعدَ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ. فَقَالَ: "وَاللهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم مَا أَعْطَانِي, وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِليَّ, فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّه لَأَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ" [رواه مسلم].

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم أَجْوَدَ النَّاسِ بالخيْرِ، وَكَانَ أَجْودَ مَا يكُونُ فِي شَهْرِ رَمضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْريلُ – عَلَيْهِ السَّلامُ – فيُدَارِسُه القُرْآنَ، فَلرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم أَجْودُ بالخيْرِ مِنَ الرِّيْحِ المرْسَلةِ [متفقٌ عَلَيْهِ].

وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: بَينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَله مِنْ حُنَيْنٍ, عَلِقتْ بِهِ الأعْرابُ يسْأَلونَهُ, حَتَّى اضطَرُّوهُ إِلى سَمُرة، فَخَطَفت رِداءَهُ, فَوَقَفَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم فَقَالَ: "رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي, فَوَاللهِ لَوْ كَانَ لي عَدَدُ هَذِه العضَاه نَعَمًا، لقَسَمْتُه بَيْنَكُمْ, ثُمَّ لَا تَجِدُوْنِي بَخِيْلاً, وَلَا كَذَّابًا وَلَا جَبَانًا" [رواهُ البُخارِيُّ].

وَكَانَ الجُودُ خُلُقَ نبيِّنا صلى الله عليه و سلم حَتَّى قَبِلَ البَعْثَةِ، فَإِنَّه لَما نَزَلَ عَلَيْهِ المَلَكُ بِحِرَاءٍ، وَجَاءَ إِلى خَدِيجَةَ يَرْتَجِفْ، قَالتْ لَه: كَلَّا وَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ, وَتَحْمِلُ الكَلَّ, وَتُكْسِبُ المعْدُومَ, وتُعِينُ عَلَى نَوِائِبِ الحَقِّ.

وَقَالَ أَنَسٌ: كَان النبيُّ صلى الله عليه و سلم لَا يدَّخِرُ شَيْئًا لِغدٍ. [رَواهُ الترْمِذِيُّ وصحَّحه الألبانيُّ].

وَعَنْ أَبِي سعيدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَل نَاسٌ مِنَ الأنْصَارِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه و سلم، فَأَعْطَاهُمْ مَا سَألُوه, ثُمَّ سَألُوه فَأعْطَاهُمْ مَا سَألُوه, ثُمَّ سَألُوه فأعْطاهُمْ مَا سَألُوه، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَه قَالَ: "مَا يَكُونُ عِنْدِي فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ, وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطاءً هُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ [رواهُ أصْحابُ السُّننِ].

 

 

 




                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق