للشيخ وليد بن عثمان الرشودي -حفظه الله تعالى-
كيفية استنباط الدروس والعبر من السيرة النبوية؟ (1)
1) هذه القصة بين يديك جزء من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قرأتها في أي مصدر من المصادر التي أشرنا إليها سابقًا تأتي مرحلة التمحيص، وكما يسميه بعض أهل العلم في مصطلح الحديث (فَتِّش ثم انقش)، فلا يكون النقش قبل التفتيش.
أي تحيط بالقصة من جميع جوانبها.
[ فائدة ]
أن الإمام محمد بن إسحاق إمام السِّيَر درجته في الحديث: صدوق يرسل وقد أخرج له الإمام مسلم متابعة، الإمام ابن إسحاق حينما يأتي في إسناد في حديث نبوي وقد عنعنه فإنه يُضعف هذا الحديث لوجود محمد بن إسحاق، لكن في السيرة النبوية قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-:« ولكنه إمام في المغازي »، فإذا وُجِد اسمه في المغازي فهو ثَبت.
[ إشارة ]
إذا وُجِد في الإسناد ضعيف ومخرجه واحد، أي الصحابي واحد الذي يروي هذه القصة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووُجِد في الإسناد ضعيف فنحن نبعث من يُتابع هذا الضعيف ويعضده.
فإذا لم نجد متابع لهذا الراوي بحيث أنه فرد وطريق واحد ننتقل إلى قضية الشواهد، وهو أن يكون مخرج الحديث غير مخرج الحديث الأول.
2) بعد قراءة القصة ننظر في الغريب أي معاني الكلمات في كتب "غريب الحديث" و"المعجم"، وفهم اللغة والألفاظ والتناسق فيما بينها.
3) النظرة التحليلية للنص أي الشرح الإجمالي.
4) انظر إلى هذه القصة إذا كان فيها أسماء صحابة رضوان الله تعالى عليهم فانظر هل يتعلق بهذه القصة آثار عن الصحابة والتابعين يشرحون ويعلقون عليها؟.
5) إذا كان الحَدَث لأشخاص لهم فيهم أثر في هذه القصة فانظر في سيرتهم.
6) الاستنباط مطلب وهو الغاية من دراسة السيرة النبوية لكن مشروط هذا الاستنباط أن لا يُخالف أصول وقواعد النظر والاستدلال عند أهل السنة والجماعة.
7) النظرة الشاملة والواعية لصاحب الرسالة والسيرة أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أي ما نراه بما يجري بين يديه عليه الصلاة والسلام لا نستغربه فهو معجزة من الله تعالى له.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقال السابق
المقال التالى