عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

إذا، وبعد توضيح أن سن التوافق الجنسي للفتاة الأمريكية كان وحتى أواخر القرن التاسع عشر في سن العاشرة، أي أكبر من سن عائشة عندما تزوجها النبي محمد قبل 13 قرنا بسنة واحدة، وأن هذه السن كانت في إحدى الولايات الأمريكية  سبعة سنوات فقط، أي أصغر من عائشة بسنتين، وبعد توضيح أن سن التوافق الجنسي لازال في حدود الثانية عشر والثالثة عشر في كثير من دول العالم منها دول غربية ودول مسيحية. بعد توضيح كل هذا لم يعد إذن هناك أي سبب لنقد زواج النبي محمد بعائشة والذي صوره المحرضون على انه اعتداء على فتاة صغيرة، هؤلاء المحرضون اعتمدوا على جهل الغربيين بحقيقة سن التوافق الجنسي في الغرب وفي الدول غير المسلمة من أجل التحريض ضد الإسلام وإظهار نبيه بصورة الشرير والمعتدي، وسيكون من النفاق مواصلة اتهام المسلمين بما يمارسه غيرهم بطريقة مقننة،.

وخلاصة القول أن الزواج المبكر مازال حتى القرن الواحد والعشرين عادة تمارسها شعوب أوروبية ومسيحية في القرن الواحد والعشرين فلماذا يلام عليها نبي الإسلام الذي مارسها قبل 1400 سنة؟  هذا يكشف بوضوح عدم مصداقية هؤلاء النقاد ويكشف هدفهم الخفي الذي وضعوا له غطاء الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان من أجل كسب تعاطف الشعوب الغربية مع عائشة الطفلة التي " أُجبرت " حسب رأيهم على الزواج برجل تجاوز الخمسين. ومع ذلك وبعيدا عن تحريض هؤلاء النقاد ذوي الأهداف المبيتة، يجب توضيح عدد من النقاط في زواج نبي الإسلام بعائشة ذات التسع سنين، حتى يفهم الجميع ظروف وأسباب ذلك الزواج.

 

* هل عرفوا جزيرة العرب قبل 14 قرنا من الزمان ؟

 ويجب الإشارة أولا إلى أن المبادئ والعقلية الغربية في القرن الواحد والعشرين قد يصعب عليها فهم وإدراك العقلية والمبادئ الشرقية والعربية في القرن السادس بصورة كاملة ودقيقة! وذلك بسبب الفارق الزمني الشاسع بين الحضارتين وكذلك الفارق الفكري والثقافي والجغرافي الكبير بينهما. وهذه نقطة مهمة جدا يجب التسليم بأهميتها والاقتناع أن الحكم على عادة مارسها مجتمع شرقي قبل أربعة عشر قرنا لن يكون دقيقا ومنصفا إذا صدر من الثقافة الغربية العلمانية في القرن الحادي والعشرين. لهذا لا يمكن للغربيين في هذا الزمن إلا أن يدرسوا تلك العادة ويفهموا أنه كانت لها أسباب أقنعت من مارسوها في الماضي بممارستها. وعلى كل حال مازالت هذه الأسباب تقنع بعض الشعوب الغربية والمسيحية التي لا تعارض الزواج المبكر حتى يومنا هذا.

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق