رحمته بالحيوانات
ومن رحمته صلى الله عليه وسلم رحمته بالحيوان .
( حيث بيّن أن الإنسان على عظم قدره يدخل النار في إساءة يرتكبها مع دابة عجماء )
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض )
كما بين أن كبائر المعاصي تمحها رحمة بهذا الحيوان فقال : إن امرأة بغي رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر ، قد أدلع لسانه من العطش فنـزعت له موقها فغُفر لها به )
وبين أن الحيوان وإن كنّا نذبحه فلا نخيفه قبل الذبح ، ولنحسن ذبحه لقوله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله كتب الإحسان في كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )
وذلك إن فعلته رحمة له فقد رحمك الله فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأرحم الشاة أن أذبحه فقال : والشاة إن رحمته رحمك الله )
( ودخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سَراَتَه و ذِ فراه فسكن فقال من صاحب الجمل ، فجاء فتى من الأنصار فقال هو لي يا رسول الله فقال : أما تتقي الله في هذه البهيمة التي مَلّككها الله إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه )
وفي رواية أن الجمل شكا للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يريد ذبحه فاشتراه منه النبي وجعله من إبل الصدقة .
وعن عبد الله بن مسعود قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منـزلاً فانطلق إنسان إلى غيضة فأخرج منها بيض حُمَّرَة فجاءت الحمرة ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورءوس أصحابه فقال أيكم فجع هذه فقال رجل من القوم أنا أصبت لها بيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ردوه ) وفي رواية ( رده رحمة لها )
ونهى عن صبر البهائم وهو أن تحبس حية لتقتل بالرمي وتتخذ غرضاً .
ورحمته شملت الحيوانات المفترسة فقد صلى الفجر فإذا هو بقريب من مائة ذئب قد أقعين وفودُ الذئاب ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترضخوا لهم من طعامكم وتأمنوا على ما سوى ذلك تشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاجة قال فآذنوهن فخرجن ولهن عواء )
المقال السابق
المقال التالى