عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

دخول المسجد النبوي  وفضله

فيما يلزم من دخل مسجد النبي من الأدب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفي مسجد مكة وذكر قبره ومنبره وفضل سكنى المدينة ومكة . قال تعالى:( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة : 108 )
روي أن النبي سئل أي مسجد هو ؟ قال: مسجدي هذا. وهو قول ابن المسيب ،وابن عمر، ومالك بن أنس غيرهم.
                                  وقفة مع ابن كثير في تفسير قوله تعالى :
 
َ]والّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التّقْوَىَ مِنْ أَوّلِ يَوْمٍ أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُواْ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُطّهّرِينَ[ التوبة108

سبب نزول هذه الاَيات الكريمات, أنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب, وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب, وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير, فلما قدم رسول الله مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر, شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها, وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش, يمالئهم على حرب رسول الله فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد, فكان من أمر المسلمين ما كان وامتحنهم الله عز وجل, وكانت العاقبة للمتقين, وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين, فوقع في إحداهن رسول الله وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى وشج رأسه صلوات الله وسلامه عليه, وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته , فلما عرفوا كلامه قالوا: لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق يا عدو الله, ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول: والله لقد أصاب قومي بعدي شر, وكان رسول الله قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه من القرآن, فأبى أن يسلم وتمرد, فدعا عليه رسول الله أن يموت بعيداً طريداً فنالته هذه الدعوة, وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد, ورأى أمر الرسول في ارتفاع وظهور, ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي فوعده ومناه وأقام عنده, وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله ويغلبه ويرده عما هو فيه, وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك, فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله إلى تبوك, وجاءوا فسألوا رسول الله أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته, وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية, فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: «إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله» فلما قفل راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم, نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فبعث رسول الله إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة, كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الاَية, هم أناس من الأنصار بنوا مسجداً فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجداً واستعدوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فآتي بجنود من الروم وأخرج محمداً وأصحابه, فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي فقالوا له: قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة, فأنزل الله عز وجل
]َالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ* أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [ وكذا روي عن سعيد بن جبير ومجاهد وعروة بن الزبير وقتادة وغير واحد من العلماء, وقال محمد بن إسحاق بن يسار, عن الزهري ويزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهم, قالوا: أقبل رسول الله يعني من تبوك حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار, وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله إنا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية, وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه, فقال: «إني على جناح سفر وحال شغل» أو كما قال رسول الله «ولو قد قدمنا إن شاء الله تعالى أتيناكم فصلينا لكم فيه» فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول الله   مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف, ومعن بن عدي أو أخاه عامر بن عدي أخا بلعجلان فقال: «انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه» فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف, وهم رهط مالك بن الدخشم. فقال مالك لمعن: أنظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي, فدخل أهله فأخذ سعفاً من النخل فأشعل فيه ناراً ثم خرجا يشتدان حتى دخلا المسجد وفيه أهله, فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه, ونزل فيهم من القرآن ما نزل {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً} إلى آخر القصة. وكان الذين بنوه اثني عشر رجلاً: خذام بن خالد من بني عبيد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف, ومن داره أخرج مسجد الشقاق, وثعلبة بن حاطب من بني عبيد وموالي بني أمية بن زيد, ومعتب بن قشير من بني ضبيعة بن زيد, وأبو حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد, وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف, وحارثة بن عامر وابناه مجمع بن حارثة وزيد بن حارثة ونبتل الحارث وهم من بني ضبيعة ومخرج, وهم من بني ضبيعة, وبجاد بن عثمان وهو من بني ضبيعة, ووديعة بن ثابت, وموالي بني أمية رهط أبي لبابة بن عبد المنذر. وقوله {وليحلفن} أي الذين بنوه {إن أردنا إلا الحسنى} أي ما أردنا ببنيانه إلا خيراً ورفقاً بالناس, قال الله تعالى: {والله يشهد إنهم لكاذبون} أي فيما قصدوا وفيما نووا, وإنما بنوه ضراراً لمسجد قباء وكفراً بالله وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله من قبل, وهو أبو عامر الفاسق الذي يقال له الراهب لعنه الله, وقوله {لا تقم فيه أبداً} نهي له   والأمة تبع له في ذلك عن أن يقوم فيه أي يصلي فيه أبداً. ثم حثه على الصلاة بمسجد قباء الذي أسس من أول يوم بنيانه على التقوى, وهي طاعة الله وطاعة رسوله وجمعاً لكلمة المؤمنين ومعقلاً وموئلاً للإسلام وأهله, ولهذا قال تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} والسياق إنما هو في معرض مسجد قباء, ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله قال: «صلاة في مسجد قباء كعمرة», وفي الصحيح أن رسول الله   كان يزور مسجد قباء راكباً وماشياً, وفي الحديث أن رسول الله   لما بناه وأسسه أول قدومه ونزوله على بني عمرو بن عوف كان جبريل هو الذي عين له جهة القبلة, فالله أعلم.

وقال أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء, حدثنا معاوية بن هشام عن يونس بن الحارث عن إبراهيم بن أبي ميمونة عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: «نزلت هذه الاَية في أهل قباء {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} ـ قال ـ كانوا يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الاَية». ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث يونس بن الحارث وهو ضعيف, وقال الترمذي غريب من هذا الوجه,
وقال الطبراني: حدثنا الحسن بن علي المعمري, حدثنا محمد بن حميد الرازي, حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاَية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} بعث رسول الله   إلى عويم بن ساعدة فقال: «ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم ؟» فقال: يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا وغسل فرجه أو قال مقعدته, فقال النبي «هو هذا».
وقال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن محمد, حدثنا أبو أويس, حدثنا شرحبيل عن عويم بن ساعدة الأنصاري, أنه حدثه أن النبي أتاهم في مسجد قباء فقال: «إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم, فما هذا الطهور الذي تطهرون به ؟» فقالوا: والله يا رسول الله ما نعلم شيئاً, إلا أنه كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا, ورواه ابن خزيمة في صحيحه, وقال هشيم عن عبد الحميد المدني عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري: أن رسول الله قال لعويم بن ساعدة: «ما هذا الذي أثنى الله عليكم {فيه رجال يحبون أن يتطهروا »} الاَية, قالوا: يا رسول الله إنا نغسل الأدبار بالماء,
وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عمارة الأسدي, حدثنا محمد بن سعد عن إبراهيم بن محمد عن شرحبيل بن سعد قال: سمعت خزيمة بن ثابت يقول: نزلت هذه الاَية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} قال كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط.
(حديث آخر) قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن آدم, حدثنا مالك يعني ابن مغول, سمعت سياراً أبا الحكم عن شهر بن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: لما قدم رسول الله   يعني قباء, فقال «إن الله عز وجل قد أثنى عليكم في الطهور خيراً أفلا تخبروني ؟» يعني قوله {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} فقالوا يا رسول الله إنا نجده مكتوباً علينا في التوراة الاستنجاء بالماء.
وقد صرح بأنه مسجد قباء جماعة من السلف, رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس, ورواه عبد الرزاق عن معمر الزهري عن عروة بن الزبير, وقال عطية العوفي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم والشعبي والحسن البصري ونقله البغوي عن سعيد بن جبير وقتادة,
وقد ورد في الحديث الصحيح أن مسجد رسول الله   الذي في جوف المدينة هو المسجد الذي أسس على التقوى, وهذا صحيح. ولا منافاة بين الاَية وبين هذا, لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم, فمسجد رسول الله   بطريق الأولى والأحرى, ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا أبو نعيم, حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس, عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب أن النبي قال: «المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا» تفرد به أحمد.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع, حدثنا ربيعة بن عثمان التيمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد الساعدي قال: اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد رسول الله , وقال الاَخر هو مسجد قباء, فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه فقال: «هو مسجدي هذا» تفرد به أحمد أيضاً.

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود, حدثنا ليث عن عمران بن أبي أنس عن سعيد بن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم, فقال أحدهما هو مسجد قباء, وقال الاَخر هو مسجد رسول الله فقال رسول الله «هو مسجدي هذا» تفرد به أحمد.

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى, حدثنا ليث حدثني عمران بن أبي أنس عن ابن أبي سعيد عن أبيه أنه قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم, فقال رجل هو مسجد قباء, وقال الاَخر هو مسجد رسول الله فقال رسول الله «هو مسجدي» وكذا رواه الترمذي والنسائي عن قتيبة عن الليث وصححه الترمذي ورواه مسلم كما سيأتي.

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى عن أنيس بن أبي يحيى, حدثني أبي قال: سمعت أبا سعيد الخدري قال: اختلف رجلان رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف, في المسجد الذي أسس على التقوى, فقال الخدري هو مسجد رسول الله , وقال العمري هو مسجد قباء, فأتيا رسول الله فسألاه عن ذلك فقال: «هو هذا المسجد» لمسجد رسول الله , وقال في ذلك يعني مسجد قباء.

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد: قال أبو جعفر بن جرير: حدثنا ابن بشار, حدثنا يحيى بن سعيد, حدثنا حميد الخراط المدني سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن أبي سعيد فقلت كيف سمعت أباك يقول في المسجد الذي أسس على التقوى ؟ فقال إني أتيت رسول الله   فدخلت عليه في بيت لبعض نسائه فقلت: يا رسول الله أين المسجد الذي أسس على التقوى ؟ قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال: «هو مسجدكم هذا» ثم قال سمعت أباك يذكره, رواه مسلم منفرداً به عن محمد بن حاتم عن يحيى بن سعيد به, ورواه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن حاتم بن إسماعيل عن حميد الخراط به, وقد قال بأنه مسجد النبي جماعة من السلف والخلف, وهو مروي عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وزيد بن ثابت وسعيد بن المسيب, واختاره ابن جرير, وقوله: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} دليل على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من أول بنائها على عبادة الله وحده لا شريك له, وعلى استحباب الصلاة مع الجماعة الصالحين والعباد العاملين المحافظين على إسباغ الوضوء والتنزه عن ملابسة القاذورات.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن عبد الملك بن عمير, سمعت شبيباً أبا روح يحدث عن رجل من أصحاب رسول الله أن رسول الله صلى بهم الصبح فقرأ الروم فيها فأوهم فلما انصرف قال: «إنه يلبس علينا القرآن إن أقواماً منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء, فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء» ثم رواه من طريقين آخرين عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح من ذي الكلاع, أنه صلى مع النبي فذكره, فدل هذا على أن إكمال الطهارة يسهل القيام في العبادة ويعين على إتمامها وإكمالها والقيام بمشروعاتها. وقال أبو العالية في قوله تعالى: {والله يحب المطهرين} إن الطهور بالماء لحسن ولكنهم المطهرون من الذنوب. وقال الأعمش التوبة من الذنوب والتطهر من الشرك, وقد ورد في الحديث المروي من طرق في السنن وغيرها أن رسول الله قال لأهل قباء: «قد أثنى الله عليكم في الطهور فماذا تصنعون ؟» فقالوا نستنجي بالماء, وقد قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عبد الله بن شبيب, حدثنا أحمد بن عبد العزيز قال: وجدته في كتاب أبي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال نزلت هذه الاَية في أهل قباء {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} فسألهم رسول الله , فقالوا إنا نتبع الحجارة بالماء رواه البزار, ثم قال: تفرد به محمد بن عبد العزيز عن الزهري ولم يرو عنه سوى ابنه, {قلت} وإنما ذكرته بهذا اللفظ لأنه مشهور بين الفقهاء ولم يعرفه كثير من المحدثين المتأخرين أو كلهم... والله أعلم.
 قال القاضي أبو الفضلرحمه الله : وعن ابن عباس لأنه مسجد قباء = حدثنا هشام بن أحمد الفقيه بقراءني عليه قال: حدثنا الحسين بن محمد الحافظ ،حدثنا أبو عمر النمري ،حدثنا أبو محمد بن عبد المؤمن ،حدجثنا أبو بكر بن داسة ،حدثنا أبو داود ،حدثنا سفيان عن الزهري عن سعسد بن المسيب عن أبي هريرة رضس الله عنه عن النبي قال : لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى .
~ قلت :رواه الشيخان وأصحاب السنن ؛ ...
وهذا لفظ البخاري في أبواب التطوع باب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة.
* حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الملك، عن قزعة قال: سمعت أبا سعيد رضي الله عنه أربعا قال: سمعت من النبي   ، وكان غزا مع النبي   ثنتي عشرة غزوة، (ح).
حدثنا علي: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي  قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول  ، ومسجد الأقصى).
 وقد تقدمت الآثار في الصلاة والسلام على النبي عند دخول المسجد ...وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم..
~  قلت : رواه أبو داود
*حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح قال لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي   أنه كان إذا دخل المسجد قال : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال أقط ؟ قلت نعم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم...   قال الشيخ الألباني : صحيح   
 وقال مالك رحمه الله سمع عمر بن الخطاب صوتاً في المسجد فدعا بصاحبه فقال : ممن أنت ؟ قال : رجل من ثقيف ، قال : لو كنت من هاتين القريتين لأدبتك . إن مسجدنا لا يرفع فيه الصوت .
وقال محمد بن مسلمة : لا ينبغي لأحد أن يعتمد المسجد برفع الصوت ولا بشيء من الأذى وأن يُنزَّه عما يُكرَه .قال القاضي حكى ذلك كله القاضي إسماعيل في مبسوطه في باب فضل مسجد النبي   والعلماء كلهم متفقون أن حكم سائر المساجد هذا الحكم.قال القاضي إسماعيل وقال محمد بن مسلمة : ويُكره في مسجد الرسول  الجهر على المصلين فيما يخلط عليهم صلاتهم وليس مما يخص به المساجد رفع الصوت وقدكره رفع الصوت بالتلبية في مساجد الجماعات إلا المسجد الحرام ومسجدنا .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه ،عن النبي  : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام . 
~  قلت : رواه الشيخان ،ففي صحيح مسلم : كتاب الحج   باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة
* حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب (واللفظ لعمرو) قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي r قال: "صلاة في مسجدي هذا. أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام".
 
* حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبدالرزاق). أخبرنا معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r "صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام".
 
* حدثني إسحاق بن منصور. حدثنا عيسى بن المنذر الحمصي. حدثنا محمد بن حرب. حدثنا الزبيدي عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، وأبي عبدالله الأغر مولى الجهنيين   (وكان من أصحاب أبي هريرة) أنهما سمعا أبا هريرة يقول: صلاة في مسجد رسول الله r أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام. فإن رسول الله r آخر الأنبياء. وإن مسجده آخر المساجد.
 
قال أبو سلمة وأبو عبدالله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول اللهr فمنعنا ذلك أن نستثبت أبا هريرة عن ذلك الحديث. حتى إذا توفي أبو هريرة، تذاكرنا ذلك. وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله r . إن كان سمعه منه، فبينا نحن على ذلك، جالسنا عبدالله بن إبراهيم بن قارظ. فذكرنا ذلك الحديث. والذي فرّطنا فيه من نص أبي هريرة عنه. فقال لنا عبدالله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله r "فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد".
 
* حدثنا محمد بن المثنى وابن أبي عمر. جميعا عن الثقفي. قال ابن المثنى: حدثنا عبدالوهاب قال:سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت أبا صالح: هل سمعت أبا هريرة يذكر فضل الصلاة في مسجد رسول الله r ؟ فقال: لا. ولكن أخبرني عبدالله بن إبراهيم بن قارظ ؛ أنه سمع أبا هريرة يحدث ؛ أن رسول الله rقال: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة ( أو كألف صلاة ) فيما سواه من المساجد، إلا أن يكون المسجد الحرام".
 
 * وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيدالله. قال: أخبرني نافع عن ابن عمر، عن النبي r قال "صلاة في مسجدي هذا، أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام".
 
* وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح. جميعا عن الليث بن سعد. قال قتيبة: حدثنا ليث عن نافع، عن إبراهيم ابن عبدالله بن معبد، عن ابن عباس ؛ أنه قال: إن امرأة اشتكت شكوى. فقالت: إن شفاني الله لأخرجن فلأصلين في بيت المقدس. فبرأت. ثم تجهزت تريد الخروج. فجاءت ميمونة زوج النبي r ، تسلم عليها. فأخبرتها ذلك. فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت. وصلي في مسجد الرسول الله r . فإني سمعت رسول الله r يقول: "صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا مسجد الكعبة".
قال القاضي أبو الفضل رحمه الله : اختلف الناس في معنى هذا الإستثناء على اختلافهم في المفاضلة بين مكة والمدينة ،فذهب مالك ،في رواية  أشهب عنه وقال ابن نافع صاحبه وجماعة أصحابه ،إلى أن معنى أن الصلاة في مسجد الرسول   أفضل من الصلاة في سائر المساجد بألف صلة إلا المسجد الحرام فإن الصلاة فيه بدون الألف واحتجوا بما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه .فتأتي فضيلة مسجد رسول الله بتسعمائة وعلى غيره بألف.وهذا مبني على تقضيل المدينة على مكة على ما قدمناه وهو قول عمر بن الخطاب ومالك وأكثر المدنيين..
وذهب أهل مكة والكوفة إلى نفضبل مكة وهو قول عطاء وابن وهب وابن حيبب من أصحاب مالك وحكاه الباجي عن الشافعي وحملوا الإستثناء في الحديث المتقدم على ظاهره وأن الصلاة في المسجد الحرام أفضل واحتجوا بحديث عبد الله بن الزبير عن النبي بمثال حدبث أبي هريرة وفيه :وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة .. وروى قتادة مثله فيأتي فضل الصلاة في المسجد الحرام على هذا على الصلاة في سائر المساجد بمائة ألف ولا خلاف أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض ،
~  قلت : أخرج الألباني في إرواء الغليل
1* عن جابر أن النبي r قال صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في سواه إلا المسجد الحرام فصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة   رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين    ( صحيح ) 
2* عن أبي الدرداء مرفوعا الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت القدس بخمس مائة صلاة رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه.
       
- وقال الشيخ الألباني رحمه الله : أما ما رواه الطبراني في ( الأوسط ) من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعا بلفظ : ( صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في غيره ) . ففي إسناده سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف كما قال الهيثمي (في مجمع الزوائد )...
 وأخرج الهيثمي
* عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله‏:‏‏"‏صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاالمسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا‏"‏‏.‏
رواه أحمد والبزار ولفظه‏:‏ أن رسول الله قال‏:‏‏ ‏"‏صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحراموصلاة في المسجد الحرام فإنه يزيد عليه بمائة‏"‏‏.‏والطبراني في الكبير بنحو البزار ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح
قال القاضي أبو الفضلرحمه الله : قال القاضي أبو الوليد الباجي : الذي يقتضيه الحديث مخالفة حكم مسجد مكة لسائر المساجد ولا يُعلم منه حكمها مع المدينة .
وذهب الطحاوي إلى أن هذا التفضيل إنما هو في صلاة الفرض .. وذهب مطرف من أصحابنا إلى أن ذلك في النافلة أيضاً.قال: وجُمعة خير من جُمعة ورمضان خيرٌ من رمضان وقد ذكر عبد الرزاق في تفضيل رمضان بالمدينة وغيرها حديثاَ نحوه وقال النبي :ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة .. ومثله عن أبي هريرة ، وأبي سعيد :وزاد: ومنبري على حوضي...وفي حديث آخر : منبري على ترعة من ترع الجنة...قال الطبري فيه معنيان: أحدهما أن المراد بالبيت بيت سكناه على الظاهر مع أنه رُوِيَ ما يبينه: بين حجرتي ومنبري.والثاني أن البيت هنا القبر،وهو قول زيد بن أسلم في هذا الحديث كما رُوي بين قبري ومنبري ..قال الطبري :وإذا كان قبره في بيته اتفقت معاني الروايات ولم يكن بينها خلاف لأن قبره في حجرته وهو بيته .وقوله : ومنبري على حوضي .قيل يحتمل أنه منبره بعينه الذي كان في الدنيا وهو أظهر ،والثاني أن يكون له هناك منبر ،والثالث أن قصد منبره والحظور عنده لملازمة الأعمال الصالحة يوردُ الحوضَ ويوجب الشربَ منه . قاله الباجي. وقوله : روضة من رياض الجنة، يحتمل معنيين : أحدهما أنه موجب لذلك وأن الدعاء والصلاة فيه يستحق ذلك من التواب كما قيل :الجنة تحت ظلال السيوف.والثاني أن تلك البقعة قد ينقلها اللهُ فتكون في الجنة بعينها. قاله الداودي .
 
 ~قلت : أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد
 - عن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله   قال‏:‏‏"‏ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي‏"‏‏.‏   رواهما أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏
 - وعن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله   ‏:‏‏"‏ما بين بيتي إلى حجرتي روضة من رياض الجنة‏.‏ وإن منبري على ترعةمن ترع الجنة‏"‏‏.‏
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وفيه علي بن زيد وفيه كلام وقد وثق‏.‏
- وعن سهل بن سعد أنه سمع النبي    يقول‏:‏‏"‏منبري على ترعة من ترع الجنة‏"‏‏.‏فقلت‏:‏ ما الترعة يا أبا العباس‏؟‏ قال‏:‏ الباب‏.‏
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏
 -وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي   قال‏:‏‏"‏ما بين بيتي ومنبري - أو قبري ‏ومنبري‏ - روضة من رياضالجنة‏"‏‏.‏رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏
  - وعن ابن عمر عن النبي   قال‏:‏‏"‏ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي‏"‏‏.‏رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات‏.‏
-وعن أبي واقد الليثي قال‏:‏ قال رسول الله   ‏:‏‏"‏إن قوائم منبري رواتب في الجنة‏"‏‏.‏رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهوضعيف‏.‏
- وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله   قال‏:‏‏"‏منبري على ترعة من ترع الجنة وما بين المنبر وبين بيت عائشة روضةمن رياض الجنة‏"‏‏.‏رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن إن شاء الله‏.‏
-وعن الزبير بن العوام قال‏:‏ سمعت رسول الله   يقول‏:‏‏"‏ما بين بيتي إلى منبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي‏"‏‏.‏رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو غزية محمد بن موسى وثقه الحاكموضعفه غيره‏.‏
 وروى ابنُ عمر وجماعة من الصحابة أن النبي   قال في المدينة  : لا يصبر على لأوائها وشدتها أحدٌ إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة.
 
~ قلت : رواه مسلم ،وأحمد ،والترمذي ،...
 مسلم في كتاب الحج باب الترغيب في سكن المدينة، والصبر على لأوائها
* حدثني زهير بن حرب. حدثنا عثمان بن عمر. أخبرنا عيسى بن حفص بن عاصم. حدثنا نافع عن ابن عمر. قال: سمعت رسول الله   يقول: "من صبر على لأوائها، كنت له شفيعا أوشهيدا يوم القيامة".
 
* حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير، أخبره ؛ أنه كان جالسا عند عبدالله بن عمر في الفتنة. فأتته مولاة له تسلم عليه. فقالت:إني أردت الخروج، يا أبا عبدالرحمن ! اشتد علينا الزمان. فقال لها عبدالله: اقعدى. لكاع ! فإني سمعت رسول الله   يقول: "لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد، إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة".
 
* وحدثنا محمد بن رافع. حدثنا ابن أبي فديك. أخبرنا الضحاك عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب، عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله   يقول: "من صبر على لأوائها وشدتها، كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة (يعني المدينة).
 
* وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة ابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله   قال: "لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي، إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا".
 وقال   في من تحمل عن المدينة : والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون .
~ قلت : هذا طرف من حديث
* البخاري- أبواب فضائل المدينة. باب: من رغب عن المدينة.حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن عبد الله ابن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله r يقول: (تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح الشأم، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون).
 
* مسلم - في كتاب الحج باب فضل المدينة، ودعاء النبي r فيها بالبركة. وبيان تحريمها وتحريم صيدها وشجرها. وبيان حدود حرمها - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عثمان بن حكيم. حدثني عامر بن سعد عن أبيه. قال: قال رسول الله r:
 "إني أحرم ما بين لابت



                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق