استمرارًا للانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون بالولايات المتحدة من قبل الإعلاميين الأمريكيين، دعا الكاتب الأمريكي اليهودي لورانس كولاك إلى قتل "المسلمين الأبرياء" ردّا على ما وصفه بقتل "الإرهابيين المسلمين للأبرياء اليهود"، وذلك بعد أسابيع من سب مذيعٌ أمريكي معروف ببرامجه الحوارية المسلمين صراحةً بأسلوبٍ غير، منادياً بترحيلهم من أمريكا.
وقال كولاك بالمقال الذي نشرته صحيفة "فايف تاونز جيويش تايمز" التي تصدر بنيويورك:" إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الإرهابيين الإسلاميين هي نفس الطريقة التي يتعاملون بها مع ضحاياهم".
وأضاف في عموده تحت الذي يحمل عنوان "الرد المناسب على الإرهاب الإسلامي إن المسلمين يعتقدون بالتفسير الحرفي للعقيدة التوراتية الخاصة بـ"العين بالعين"، لقد قتلوا أبرياءنا، وما لم نقتل أبرياءهم فسوف يواصلون قتل أبريائنا".
ومن جانبها قالت فايزة علي، مديرة شئون المجتمع في مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير بنيويورك: "إن مثل هذه التصريحات التحريضية لا مكانَ لها في الخطاب العام المتعقل.. إن الدعوات للعنف ضد المدنيين الأبرياء من أي دين ينبغي أن تواجه رفضًا عامًّا وإدانة من القيادات الدينية".
هجوم فج
ويأتي ذلك بعد أسابيع من شنَّ مذيعٌ أمريكي معروف ببرامجه الحوارية هجومًا فجًّا على الإسلام، وسبَّ المسلمين صراحةً بأسلوبٍ غير مسبوق في تاريخ الإعلام الأمريكي، ونادى بترحيل المسلمين من أمريكا؛ مما أثار المنظمات الحقوقية وطالبت بوقف الإعلانات التجارية التي تبث أثناء برنامجه.
وسب مذيع البرامج الحوارية مايكل سافدج صاحب "برنامج سافدج نيشن" أو الأمة المتوحشة القرآن الكريم والإسلام والمسلمين على الهواء؛ مما اضطُر عددٌ من المستمعين من المسلمين ومن غير المسلمين إلى إبلاغ المنظمات الحقوقية والإسلامية المستقلة، والتي سارعت بمناشدة المستمعين الضغط على الشركات ورجال الأعمال المعلنين على برنامجه ومطالبتهم بمنع الإعلانات؛ احتجاجًا وعِقابًا على تصريحاته الفظَّة غير المسبوقة التي تأتي ضمن تصاعد نبرة العداء للإسلام والعرب في الولايات المتحدة.
إعتداء صريح
وقال سافدج في نصِّ كلماته: "إنني لن أضع زوجتي في حجاب، ولن أضع ابنتي في البرقع (النقاب)، ولن أهبطَ على أربع وأُصلي إلى مكةَ، ويمكنكم أن تموتوا إنْ لم يكن هذا يعجبكم.. لا أريد أن أسمع بعد الآن عن الإسلام، لا أريد أن أسمع كلمةً واحدةً عن الإسلام، لقد سئمتُ منكم".
وعلى الرغم من تعرُّض المسلمين بأمريكا للكثيرِ من السبِّ والانتقاد والتمحيص في الولايات المتحدة ، إلا أن هذه العبارات تعد غير مسبوقة من حيث تدني مستواها وإذاعتها على مسامع الأطفال والصغار والملايين من الأمريكيين وبثها على برنامج رائج ومن قِبل مذيع مشهور.
وأكمل سافدج هجومه على الإسلام قائلاً: "أي نوعٍ من الدين هذا؟ أي نوعٍ من العالم تعيشون فيه حينما تسمحوا لهم بالدخول إلى هنا ومعهم وثيقتهم المتخلفة (في إشارةٍ إلى القرآن) في أيديهم، إنه كتابٌ للكراهية.. لا تقولوا لي إني بحاجةٍ لإعادة تعليمي.. إنهم بحاجةٍ لترحليهم. أنا لا أحتاج لإعادةِ تعليمي، إنه الترحيل لا إعادة التعليم".
توقيتات مميزة
كما انتقد سافدج الحكومةَ الأمريكيةَ لسماحها بدخول المسلمين إلى أمريكا فقال: "أي أمةٍ عاقلةٍ تعبد الدستور الأمريكي، وهو أعظم وثيقة للحرية كُتبت على الإطلاق، تجلب أناسًا يعبدون كتابًا يأمرهم بالعكس تمامًا.. لا تخطئوا في هذا الشأن، إن القرآن ليس وثيقة للحرية، إنه وثيقة للعبودية والرق، إنه يعلمك أنك عبد".
ويذاع برنامج سافدج في واشنطن شرق الولايات المتحدة الأمريكية ما بين الساعة السادسة والتاسعة مساءً في توقيت عودة الموظفين والعمال من وظائفهم وكثيرًا ما يلجئون لمحطات الإذاعة الحوارية أثناء التنقل بسياراتهم.
وتُقدَّر منظمة "ميديا ماترز" الأمريكية المعنية بمراقبة شئون الإعلام عدد مستمعي سافدج بحوالي 8 ملايين نسمة أسبوعيًّا، ويتخذ سافدج، الذي اسمه الحقيقي مايكل الآن وينير، من منطقة سان فرانسيسكو مقرًّا له، ومن برنامج اليميني المتشدد "سافدج نيشن.
وقد رصدت منظمات رقابة إعلامية تصريحات عديدة سابقة لسافدج هاجم فيها الإسلام ومسلمي أمريكا وُصفت بأنها تحريضية ضد مسلمي أمريكا؛ إذ قال في عام 2004م: "أعتقد أنهم (المسلمين) بحاجةٍ لأن يتم إجبارهم بالقوة على التحول للنصرانية.. إنه الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحولهم إلى كائنٍ إنساني"!!, كما دعا في عام 2006م إلى حظر هجرة المسلمين لأمريكا، ناصحًا بضرورة "جعل بناء المساجد أمرًا ضد القانون".
وعلَّقت مسئولة الإعلام في منظمة المجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهي منظمة إسلامية أمريكية مقرها واشنطن تدافع عن الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا، على تصريحات سافدج، قائلةً: "من الواضح أن مايكل سافدج لا يهتم بسلامة الحقوق المدنية للمسلمين الأمريكيين، لكن المحطات التي تُذيع وصلاته المليئة بالكراهية تهتم بمستمعيها، يجب على الأمريكيين من كل المعتقدات أن يأخذوا بعض الدقائق ويتصلوا بالمحطات المحلية التي تذيع هجمات سافدج المثيرة للاحتقان ليقولوا إنهم لن يشتروا بضائع أو خدمات من هؤلاء المعلنين".
وكانت منظمات حقوقية أمريكية قد رصدت الأعمال العنيفة ضد مسلمي وعرب أمريكا ومؤسساتهم، ومنها تعرُّض امرأة مسلمة للضرب المبرح في نيويورك في حادثة اضطهاد، كما أشعل بعض الناس النار في مسجد في كاليفورنيا، وأُطلق عيار ناري على أحد مساجد تكساس، ويُقدَّر عدد المسلمين في أمريكا بما بين 5 إلى 7 ملايين نسمة من إجمالي تعداد سكان يبلغ 300 مليون نسمة.
اقتحام المساجد
وكان مسلمو أمريكا قد انتقدوا تدريبًا قامت به وحدات الشرطة والطوارئ في إحدى الولايات الأمريكية؛ حيث تضمن التدريب اقتحامًا لمبنى يرمز لمسجد تتحصَّن به مجموعةٌ من "المتشدِّدين" اختطفوا رهائن، وهو ما اعتُبر اتهامًا للمؤسسات الإسلامية في أمريكا بأنها تمثِّل "تهديدًا للأمن القومي" الأمريكي.
ورفض مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، أكبر المنظمات الإسلامية في أمريكا، مثل هذا التدريب، مؤكدًا أن التدريب على نموذج "مسجد" واقتحامه يبعث رسالة خاطئة؛ مفادها أن دار العبادة الخاصة بالمسلمين يمكن أن تمثل تهديدًا أمنيًّا محتملاً.
وقال أحمد رحاب المدير التنفيذي لمنظمة "كير" في شيكاغو بولاية إلينوي: "يجب على المسئولين عن تنفيذ القانون أن يكونوا مدرَّبين على التعامل مع اختطاف الرهائن، والردّ على الهجمات الكيماوية أو البيولوجية أو هجمات القنابل، لكن ما نسأل عنه هو الحكمة من ربط المجتمع الأمريكي المسلم ومؤسساته بهذه الحوادث".
وأشار رحاب إلى أن روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي"، قد أشاد مؤخرًا بتعاون المسلمين الأمريكيين في الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، مؤكدًا أن مولر قال في جلسة استماع عُقدت في الكونجرس في أبريل: "إنني أؤكد في كل فرصة تتاح لي على حقيقة أن 99.9% من المسلمين الأمريكيين أو السيخ الأمريكيين أو العرب الأمريكيين هم وطنيون بنفس القدر مثل أي شخص آخر في هذه الغرفة، وأن الكثير من قضايانا تكون نتيجة تعاون الجالية المسلمة في الولايات المتحدة".
وكان التدريب أُجري في مدينة "إرفنج" بولاية "إلينوي الأمريكية"؛ حيث تحول ما يُعرف بـ"مركز الشفاء الدائم" إلى نموذج لمسجد، يمثل مركزًا وقاعدةً لمجموعة من المتطرفين المسلَّحين بأسلحة ثقيلة، ويُشتبه في وجود صلات بينهم وبين إرهابيين.
وتضمن سيناريو التدريب حدوث تفجيرات داخل المبنى وخارجه؛ بحسب صحيفة (جورنال نيوز) الأمريكية، كما تقوم قوات خاصة تابعة لما يُعرف بـ"نظام الإنذار التابع لهيئة تنفيذ القانون" باقتحام "المسجد" باستخدام سيارة مصفحة، كما تضمن وقوع خسائر؛ حيث يقوم المختطفون في التدريب بقتل رهائن، فيما يتم قتل هؤلاء المختطفين.
وشارك في التدريب أكثر من 120 فردًا من حوالي 30 وكالة محلية مختلفة؛ مثل إدارات الإطفاء والإسعاف ومسئولي تنفيذ القانون، وعدد من النقَّاد للحكم على التدريب، بالإضافة إلى مشاركة أخصائيِّي تفكيك القنابل وفريق التعامل مع المواد الخطرة؛ حيث يقوم المختطفون بربط أحد الرهائن بجهاز تفجير، ويقوم المشتبه بهم بإطلاق غاز الأعصاب.
المصدر: محيط
كير تنتقد دعوة كاتب أمريكي اليهود لقتل المسلمين
المختصر / انتقد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" تصريحات الكاتب الأمريكي اليهودي لورانس كولاك التي تدعو إلى قتل المسلمين المدنيين.
وقالت مديرة شئون المجتمع في منظمة كير بولاية نيويورك فايزة علي: "إن مثل هذه التصريحات التحريضية لا مكان لها في الخطاب العام المُتَعَقّل".
وأضافت في بيانٍ لها: "إن الدعوات للعنف ضد المدنيين الأبرياء من أي دين ينبغي أن تُواجِهَ رفضًا عامًّا وإدانةً من القيادات الدينية"، داعيةً القيادات اليهودية في نيويورك إلى التبرُّؤ من هذه التصريحات وإدانتها.
وكان كولاك قال في مقال نشرته صحيفة "فايف تاونز جيويش تايمز" الأسبوع الماضي: إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الإسلاميين- الذي وصفهم "بالإرهابيين"- هي نفس الطريقة التي يتعاملون بها مع ضحاياهم.
وأضاف كولاك: "المسلمون يعتقدون بالتفسير الحَرْفِي للعقيدة التوراتية الخاصة بـ "العين بالعين".. لقد قتلوا أبرياءنا، وما لم نقتل أبرياءهم فسوف يواصلون قتل أبريائنا"، وذلك خلال تعليقه على الهجمات التي استهدفت مدينة مومباي الهندية.
المصدر: الإسلام اليوم