الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، أول العابدين، وآخر النبيين، وسيد الخلق أجمعين وصاحب الشفاعة، والكوثر، والمقام المحمود، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين، وبعد،
ففي هذه الرسالة المختصرة أرجو أن أبيّن لإخواني وأخواتي أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجية اتباعه والاقتداء بهديه، أملا في نيل شفاعته والفوز بصحبته في الفردوس الأعلى من الجنة بعد الفوز برحمته سبحانه وتعالى.
في هذه الصفحات أبيّن منهجية الاتباع في الوسائل والمقاصد والغايات، في العبادات والمعاملات، حتى لا نفرط في هدي فيه أجر، ولا نغالي في أمر فيه سعة؛ فنخالف المقاصد الشرعية التي جاءت بها الآيات القرآنية والسنة النبوية، ولا نغرق في المقاصد والمصالح ونهمل الوسائل التي صحت بها الأدلة النقلية. ولعلي أيضا أرجو أن يلتمس كلٌّ العذر لأخيه مابين متبع في الوسائل وآخر في المقاصد ، ونرجو أن يكون الجميع كما قال البوصيري في بردته:
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الدِّيَم
وبهذا نساهم في جمع قلوب اشتركت في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفت في منهجية الاتباع له صلى الله عليه وسلم . وسوف أقدم - إن شاء الله- بين يدي هذه منهجية الاتباع أساس الاتباع؛ حتى تبنى المنهجية على عقيدة إيمانية وليس فقط قسمة عقلية .
وأدعو الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لنا جميعا ذلك القبول الحسن وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام وأصحابه الأعلام وأتباعه في كل زمان أو مكان من المسلمين، إنه سبحانه ذو الفضل والجلال والإكرام.
والله ولي التوفيق.
أ.د.صلاح الدين سلطان
1429هـ
المقال التالى