بيوتنا وسيرة الرسول!
خالد عبداللطيف
واصلوا النصرة!
من صور النصرة في هذه المحنة التي تحولت إلى منحة وغيظ في قلب كل شانئ لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم: نشرُ سنته وسيرته؛ فليبدأ كل منا بنفسه وبيته، وليحرص الآباء والأمهات على تحفيظ الصغار بعض الأحاديث التي تناسب أعمارهم مع القرآن الكريم، وتعليمهم مكانتها العظيمة وأنها من الوحي (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه).
اقصص القصص..
فلنعوّد أسماع أطفالنا سماع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصصه وأحاديثه مع الفتيان فنمتّعهم بها، قصته مع أبي عمير أخي أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمّا رآه حزينا فسأل أنساً عن السبب فأخبره أن نغيراً له (طائراً كالعصفور) مات، فقال له – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم – ملاطفاً ومداعباً: "يا أبا عمير ما فعل النغير"!
وحين نلقّنهم حديث: "دع ما يريبك إلى ما يريبك" فلنخبرهم بقول الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه حفظه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما "احفظ الله يحفظك" وقصة الحديث، وهكذا نمتعهم وننفعهم.. في الوقت نفسه الذي ننصر به رسولنا بنشر سنته وسيرته، وإن كره الحاقدون.
زاد مبارك للبيوت!
أما المواقف العملية التوجيهية من سنته وسيرته صلى الله عليه وسلم مع النساء والصغار فزاد رائع ونماذج عملية لا غنى عنها، كأخذه بأذن ابن عباس رضي الله عنهما إلى اليمين لما صلى إلى يساره. وأمره بصحفة مكان التي كسرتها عائشة غيرة من زوجه الأخرى التي أرسلتها بطعام له، وغيرها من المشاهد الحية في بيت النبوة التي نستجلب باستحضارها وبثها في البيوت بركات الاتباع، ونشر العلم والهدى، ولا تسأل عن الآثار العظيمة في القلوب بعد ذلك!
حروف الختام..
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم/6): "علموهم الخير وأدّبوهم".
المقال السابق
المقال التالى