48 ـ إجارة أم هانيء لرجلين وقبول الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك
· عن سعد بن أبي هند ، أن أبا مرة مولى عقيل حدثه أن أم هانيء بنت أبي طالب حدثته أنه لما كان عام الفتح فر إليها رجلان من بني مخزوم فأجارتهما ، قالت : فدخل علىّ علىُّ فقال : أقتلهما ، فلما سمعته أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة ، فلما رآني رحب وقال : " ماجاء بك " قلت : يا نبي الله كنت أمنت رجلين من أحمائى فأراد على قتلهما . فقال رسول الله " قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء" ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىغسله فسترت عليه فاطمة ، ثم أخذ ثوبا فالتحف به ، ثم صلى ثماني ركعات سبحة الضحى .
وفي رواية أنها دخلت عليه وهو يغتسل وفاطمة ابنته تستره بثوب ، فقال : من هذه ؟ " قالت : أم هاني . قال : " مرحباً بأم هانيء " قالت : يارسول الله زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلين قد أجرتهما ؟ ! فقال " قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء " قال صلي ثماني ركعات .
غريب القصة :
- أم هانىء بنت أبي طالب : الهاشمية ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم ،وأخت علي بن أبي طالب ، اختلف في اسمها والمشهور فاختة ، وأسلمت عام الفتح ،فلما أسلمت وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي إلى نجران ( أنظر ترجمتها في أسد الغابة 7/404 ـ الإصابة 4/479) .
- أجارتهما : أي طلبا منها الأمان ، فأعطتهما الأمان من الضرر .
- أحمائى : إخوة زوجي .
الفوائد والعبر :
1- جواز إجارة المرأة لمن يستعين بها من الرجال .
2- حرص علي رضي الله عنه على تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- احتكام النساء للرسول الكريم والاهتداء برأيه .
4- معرفة الرسول الكريم للنفوس البشرية وتصرفه بحكمة .
5- حسن ترحيب الرسول الكريم بزائريه .
6- منزلة فاطمة رضي الله عنها عند رسول الله وحبه لها .
7- تقدير الرسول لأصحابه من الرجال والنساء والعفو عمن استجار بهم .
8- وجوب الاستنار عند الاغتسال .
9- خدمة الأبوين من منازل البر .
المقال السابق
المقال التالى