عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

فعن عائشة أنها قالت : سمعت رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~يقول : " إن الله عز وجل أوحى إلى أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة... " [1] .

وعن العرباض بن سارية ، عن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   ، عن رب العزة - قال : " إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين ، لم أرض له ثوابًا دون الجنة، إذا حمدني عليهما" [2]

ويقول النبي    ~ صلى الله عليه و سلم ~   لكل أصحاب الإصابات والإعاقات : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ" [3]

ففي مثل هذه النصوص النبوية والأحاديث القدسية، مواساة وبشارة لكل صاحب إعائقة؛ أن إذا صبر على مصيبته، راضيًا لله ببلوته، واحتسب على الله إعاقته، فلا جزاء له عند الله إلا الجنة .

وقد كان النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   يقول عن عمرو بن الجموح ، تكريمًا وتشريفًا له: " سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح "وكان أعرج ، وقد قال له النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~   ذات يوم: " كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة "،  وكان – رضي الله عنه -  يولم على رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~إذا تزوج [4] .

و عن أنس بن مالك : أن رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~استخلف بن أم مكتوم على المدينة مرتين يصلي بهم وهو أعمى [5] .

وعن عائشة أن ابن أم مكتوم كان مؤذنا لرسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~وهو أعمى [6] .

وروى الزهري عن سعيد بن المسيب أن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم، وكانوا يسلمون إليهم مفاتيح أبوابهم، ويقولون لهم:  قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا [7] .

وعن الحسن بن محمد قال: دخلت على أبي زيد الأنصاري فأذن وأقام وهو جالس قال: وتقدم رجل فصلى بنا، وكان أعرج أصيب رجله في سبيل الله تعالى [8] .

وهكذا كان المجتمع النبوي، يتضافر في مواساة ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعاون في تكريمهم، ويتحد في تشريفهم، وكل ذلك اقتضاءً بمنهج نبي الرحمة  ~ صلى الله عليه و سلم ~ مع ذوي الاحتياجات الخاصة . .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] صحيح - رواه البيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني في المشكاة(ج 1 / ص 55)، برقم 255

[2] صحيح – رواه ابن حبان ح: 2993

[3] صحيح – رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها، ح: 4664

[4] أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة 14 / 155

[5] صحيح – رواه  أحمد ، ح: 13023، وصححه الألباني في الإرواء ح: 530

[6] صحيح – رواه مسلم، كِتَاب الصَّلَاةِ،  بَاب جَوَازِ أَذَانِ الْأَعْمَى إِذَا كَانَ مَعَهُ بَصِيرٌ، ح: 381

[7] تفسير الرازي، ج 11 / ص 374.

[8] رواه البيهقي ( 1 / 392 )، وقال الألباني : وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق