عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

وتجلت رحمة الحبيب ~ صلى الله عليه و سلم ~   بذوي الاحتياجات الخاصة، في عفوه عن جاهلهم، وحلمه على سفيههم ، ففي معركة أحد[ شوال 3هـ- أبريل624 م]، لما توجه الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~ بجيشه صوب أحد، وعزم على المرور بمزرعة لرجل منافق ضرير، أخذ هذا الأخير يسب النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   وينال منه ، وأخذ في يده حفنة من تراب وقال – في وقاحة - للنبي ~ صلى الله عليه و سلم ~  : والله لو أعلم أنى لا أصيب بها غيرك لرميتك بها ! حَتَّى هم أصحاب النبي بقتل هذا الأعمى المجرم، فأبي عليهم -نبي الرحمة- وقال:

" دعوه ! فهذا الأعمى أعمى القلب، أعمى البصر " [1] .

 

ولم ينتهز رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ضعف هذا الضرير، فلم يأمر بقتله أو حتى بأذيته، رغم أن الجيش الإسلامي في طريقه لقتال، والوضع متأزم، والأعصاب متوترة، ومع ذلك لما وقف هذا الضرير المنافق في طريق الجيش، وقال ما قال، وفعل وما فعل، أبى رسول الله إلا العفو عنه، والصفح له، فليس من شيم المقاتلين المسلمين الاعتداء على أصحاب العاهات أو النيل من أصحاب الإعاقات، بل كانت سنته معهم؛ الرفق بهم، والاتعاظ بحالهم، وسؤال الله أن يشفيهم ويعافينا مما ابتلاهم .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

 [1]ابن كثير :  السيرة النبوية (ج 2 / ص 347)




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق