لما حاول نوفل بن عبد الله – لعنه الله – اقتحام الخندق الذي صنعه المسلمون لتحصين المدينة من حصار التحالف الوثني – في غزو الأحزاب - ومات مقتولاً في الخندق، عندما أصر على اقتحامه في فرقة من المشركين، سأل المشركون المسلمين جثته بمال يعطونه المسلمين، فأرسل المشركون إلى النبي: أن أرسل إلينا بجسده ونعطيك اثني عشر ألفاً [1] .. فتعفف رسول الله عن هذا المال الخبيث، ونهاهم عن ذلك وكرهه !! وقال: " ادْفَعُوا إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ" [2]
وفي رواية قال: " ولا نمنعكم أن تدفنوه، ولا أرب لنا في ديته" [3] . فلم يقبل منهم شيئًا، وخلى بينهم وبينه ..
وفي رواية : عن عن عكرمة أن نوفلاً تردى به فرسه يوم الخندق فقُتل فبعث أبو سفيان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بديته مائة من الإبل فأبى النبي -صلى الله عليه وسلم -وقال : "خذوه فإنه خبيث الدية خبيث الجثة" [4] ..
وقال صلى الله عليه وسلم : " هو لكم ، لا نأكل ثمن الموتى " [5]
وإنما كره هذا لئلا ينسب إلى المسلمين ما لا يليق بمكارم الأخلاق، فقد كان عليه السلام يقول: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق [6] .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1]علي بن برهان الدين الحلبي: السيرة الحلبية 2/628
[2] رواه أحمد (2230)،) 2442 )، والتِّرْمِذِيّ ( 1715 ) والقصة منتشرة في كتب السيرة.
[3] علي بن برهان الدين الحلبي: السيرة الحلبية 2/628
[4] رواه ابن أبي شيبة (36824) ، المتقي الهندي : كنز العمال ( 30102 )، ورواه الفزاري في السير ( 10) ، ولم أقف على صحة الحديث .
[5] رواه البيهقي في دلائل النبوة (1320)، ولم أقف على سنده .
[6] السرخسي : شرح كتاب السير الكبير - (ج 1 / ص 448)
المقال السابق
المقال التالى