فلما انتصر النبي – صلى الله عليه وسلم – على المشركين في معركة بدر نصراً ساحقًا، وقُتل في هذه الموقعة سبعون من صناديد الوثنية، لم يأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالتمثيل بجثث القتلى أو إهانتها، بل أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بدفن هذه الجثث في بئر من آبار بدر القديمة ..
وقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- وقف على القتلى فقال – يعاتبهم في حرقة - : «بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم، كذبتموني وصدقني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس» [1] .
ونادى عليهم وهم في البئر قائلاً: «يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة، ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا فإني وجدت ما وعدني ربي حقًا» فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال: «والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الجواب» [2] .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] ابن القيم : زاد المعاد (3/187).
[2] البخاري (7/234) كتاب المغازي، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش.
المقال التالى