عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أعمال القلوب
الكاتب السيد مراد سلامة
تاريخ الاضافة 2017-07-28 23:51:53
المشاهدات 411
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


إخوة الإسلام: إن من أجلِّ النعم وأعظمها نعمة الصحة والعافية، ولأنها بهذا الشأن فقد جاء عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ". الحميدي والبخاري في الأدب المفرد.

 

قال الشاعر:

ثلاثة يجهل مقدارها
الأمن والصحة والقوت
فلا تثق بالمال من غيرها
لو أنه در وياقوت

 

 

 

 

 

و الصحة أيها الأحباب مؤهل من مؤهلات الملك: قال الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 247].


قال ابن كثير: ومن ههنا ينبغي أن يكون الملك ذا علم وشكل حسن وقوة شديدة في بدنه ونفسه.

الصحة نعمة من النعم التي يغبن فيها كثير من الناس.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" أخرجه أحمد.

 

الصحة من موجبات الخيرية: وعلموا باراك الله فيكم -: أن الصحبة و القوة في البدن من موجبات الخيرية عند الله تعالى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».

 

وقال تعالى على لسان ابنة شعيب: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].


قال ابن الجوزي:

يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ أي: اتَّخِذه أجيراً إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ أي: خير من استعملتَ على عملكَ مَنْ قَوِيَ على عملك وأدَّى الأمانة وإِنَّما سمَّتْه قويّا، لرفعه الحجر على رأس البئر، وقيل: لأنه استقى بدلو لا يُقِلُّها إِلا العدد الكثير من الرجال، وسمَّته أميناً، لأنه أمرها أن تمشيَ خلفه. وقال السدي: قال لها شعيب: قد رأيتِ قوَّته، فما يُدريكِ بأمانته؟ فحدَّثَتْه.

 

خير ما أعطي العبد الصحة والعافية بعد اليقين:

ففي سنن والترمذي أَنَّ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الأَوَّلِ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: «اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ».

 

روى أبو داود الطيالسي عَنْ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ، فَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ وَالْمُعَافَاةَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا شَيْئًا بَعْدَ الْيَقِينِ أَفْضَلَ مِنَ الْمُعَافَاةِ - أَوْ قَالَ الْعَافِيَةِ - وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا».

 

وروى ابن المبارك في الزهد عن الْحَسَنَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلَّا إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُؤْتَوْا فِي الدُّنْيَا شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ، وَالْعَافِيَةِ، فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ». وَقَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ اللَّهُ، وَصَدَقَ رسُولُهُ، بِالْيَقِينِ هُرِبَ مِنَ النَّارِ، وَبِالْيَقِينِ طُلِبَتِ الْجَنَّةُ، وَبِالْيَقِينِ صُبِرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ، وَبِالْيَقِينِ أُدِّيَتِ الْفَرَائِضُ، وَفِي مُعَافَاةِ اللَّهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَاهُمْ يَتَقَارَبُونَ فِي الْعَافِيَةِ، فَإِذَا وَقَعَ الْبَلَاءُ تَبَايَنُوا ".

 

وقال بشار بن برد:

إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني
فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ
والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد

 

 

 

 

حمد الله تعالى على نعمة العافية: من منا عباد الله حمد الله تعالى على ما من به صحة و عافية فشكر الله تعالى.

قال رجل لصاحبه وكانا ينظران إلى الدور والقصور فقال له أين نحن حين قسمت هذه الأموال وكان صاحبه أعقل منه وأحكم فأخذ بيده وذهب به إلى المستشفى وقال له أين نحن حين قسمت هذه الأمراض فسكت الرجل وعلم أن العافية لا يساوي قدرها شيء وكم من إنسان عنده من المتاع والقصور ولكن تنقصه العافية.

 

قيل لرجل صالح من الصالحين وكان أعمى ماذا تتمنى؟ قال أتمنى أن أبصر فقط لأرى قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17] فإني لا أتمنى شيئاً إلا حينما أمر عل هذه الآية واقراؤها أتمنى أن أرى لأن الله أمر بتمعن النظر فيها فقال ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17] فتمنيت النظر لأنظر إليها نظرة اعتبار وتفكر!!


قال الجعد: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، نا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قَالَ لِي الْأَعْمَشُ: أَمَا تَعْجَبُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ قَالَ: جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَمْرَضْ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ. قَالَ: فَقُلْتُ: احْمَدِ اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ. قَالَ: أَنَا أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ. قَالَ: " كُلْ سَمَكًا مَالِحًا، وَاشْرَبْ نَبِيذًا مَرِيسًا، وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ، وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ. فَجَعَلَ الْأَعْمَشُ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ: كَأَنَّمَا قَالَ لَهُ: وَاسْتَشْفِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ".

 

تجديد الحمد والشكر كلما رأينا مبتلى في صحته:

فينبغي علينا تجديد الحمد والشكر كلما رأينا مبتلى في صحته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ " أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

وقد روى عن محمد بن جعفر محمد بن على انه قال إذا رأى صاحب بلاء يتعوذ يقول ذلك في نفسه ولا يسمع صاحب البلاء.

 

منهج الإسلام في المحافظة على الصحة:

إخوة الإيمان: لقد وضع الإسلام منهجا فريدا ودستورا مستقيما للمحافظة على الصحة والاعتناء بها فلو قلبت دساتير الدنيا كلها لما ظفرت بمنهج كهذا المنهج أتدري لماذا؟

لأن الذي وضعه العليم الخبير الذي خلق الخلق وقدر الأمور انه الله جل جلاله وإليكم عباد الله خطوات العناية بالصحة.

 

الخطوة الأولى: العناية بالطهارة والنظافة: فأي دين وأي شرع أحبابي في الله جعل الطهارة نصف الإيمان؟

انه دين الإسلام عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: الطُّهْورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ . كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا. أخرجه مسلم.

 

محبة الله تعالى للمتطهرين: أحبابي في الله الله تعالى جميل يحب الجمال نظيف يحب النظافة فو يحبهم و يدينهم و يثني عليهم-جل جلاله - قال الله تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].


فشرع الله تعالى الطهارة و جعلها شرطا لقبول الصلاة فلا صلاة بغير وضوء و شرع الغسل من الجنابة و أمرنا الله تعالى بأخذ الزينة والاعتناء بطهاة الثوب، والتطيب وبخاصة في أماكن العبادة، قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].


هذا عن طهارة البدن وأما عن طهارة الثوب فقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 1 - 4].


عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله، صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ، فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حتى تكون كأنكم شامة في الناس، فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّشَ. أخرجه أحمد.

 

كما أمرنا بالمحافظة على طهارة المكان، فعَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِى حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُواأَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ. أخرجه الترمذي.

 

الخطوة الثانية -الاعتدال في الطعام والشراب.

فقد جمع الله تعالى الطب كله في نصف آية فقال سبحانه: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

فالحمية رأس كل دواء والبطنة رأس كل داء.


يذكر أن هارون الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، وكان معتزاً بعلمه، فقال - مرة - لعلي بن الحسين المروزي: ليس في كتابكم - يعني القرآن - من علم الطب شيء، -والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان-؟ فرد عليه علي بن الحسين، فقال: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا، فقال: ما هي؟ قال: قوله عز وجل: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31].


وها هو النبي - صلى الله عليه وسلم- يضع لنا ميزان الأكل و الشرب وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -كُلْ وَاشْرَبْ، وَالْبَسْ وَتَصَدَّقْ، فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلَا مَخِيلَةٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ هذا حديث صحيح الإسناد.

 

وعن الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثُ طَعَامٍ، وَثُلُثُ شَرَابٍ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ. أخرجه أحمد.

 

فكثر الأمراض التي تعاني منها البشرية سببها هو الخروج عن حد الاعتدال في الطعام والشراب إن الإسراف في الطعام هو السبب الحقيقي لمرض السمنة - والسمنة تؤدي إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب وتشحم الكبد وتكون حصوات المرارة ومرض السكر ودوالي القدمين والجلطة القلبية والروماتزم المفصلي الغضروفي بالركبتين وارتفاع ضغط الدم والأمراض النفسية والآثار الاجتماعية التي يعاني منها البعض.

 

إن الإسراف في الطعام يؤدي إلى اضطرابات شديدة بالجهاز الهضمي من أوله إلى آخره وهذا دائماً ما يؤدي إلى دوام شكوى المريض وتوتره وعصبيته وقلقه وتردده على عيادات الأطباء المختلفة التخصصات لو علم أن هذا كله يرجع إلى الإسراف في الطعام والشراب.

 

الخطوة الثالثة الحث على نظافة البيئة:

نظافة البيوت في الإسلام: البيت هو مملكة الأسرة وهو منبع الجمال ولقد جاء الإسلام ليزين الدنيا بزينة الجمال والكمال فحثنا على الاهتمام بنظافة البيوت ونهانا أن نتشبه باليهود.

 

وروى الترمذي عن سعدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: ((إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)).

 

حث على عدم تلويث المياه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه) متفق عليه.

 

عن ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَ قِيلَ مَا الْمَلاَعِنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ في ظِلٍّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ أَوْ في طَرِيقٍ أَوْ في نَقْعِ مَاءٍ. أخرجه أحمد.

 

وحثنا على نظافة الطرقات: حتى لا تكون موطنا للحشرات والمكروبات والجراثيم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي، حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا، فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا، الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِئِ أَعْمَالِهَا، النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ. أخرجه أحمد ومسلم.

 

وأمرنا-صلى الله عليه وسلم بالعناية الأطعمة والأشربة ونهانا أن نتركها دون غطاء.

وعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكِئُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَمْ يُغَطَّ، وَلاَ سِقَاءٍ لَمْ يُوكَ، إِلاَّ وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ . أخرجه أحمد.

 

وحفظ الهواء من التلوث، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:(نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه) رواه أبو داود.

 

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 

الخطوة الرابعة الوقاية خير من العلاج:

إن مما يحفظه الخاصة والعامة القاعدة الطبية التي تقول (الوقاية خير من العلاج) و هذه القاعدة عباد الله ترجمها النبي - صلى الله عليه وسلم إلى واقع و حث امته على الأخذ بأسباب الحيطة و الحذر فشرع النبي - صلى الله عليه وسلم- ما يعرف الحجر الصحي وقاية من انتشار الأمراض المعدية.

 

روى البخاري في صحيحه قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين خرج إلى الشام، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها: ( سرغ )، بالقرب من اليرموك، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين، فدعاهم فاستشارهم، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام، فاختلفوا، فقال بعضهم: قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادعوا لي الأنصار، فدعاهم فاستشارهم، فسلكوا سبيل المهاجرين، واختلفوا كاختلافهم، فقال: ارتفعوا عني، ثم قال: ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان، فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه، فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته، فقال: إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال: فحمد الله عمر ثم انصرف.

 

وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف )، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد ..

 

ومن مظاهر الحجر الصحي في الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يورد ممرض على مصح" فمنع صاحب الماشية المراض من الورود على صاحب الماشية الصحيحة خشية انتقال العدوى.

 

بل قد ثبت في الحديث عند مسلم عن الشريد بن سويد -رضي اللَّه عنه - قال: «كان في وَفْد ثَقيف رجل مجذُوم، فأرسل إليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: ارْجع فقد بَايَعناك».

 

الخطوة الخامسة تحريم الخبائث الضارة بالعقل أو البدن:

ومن أسباب الحماية والوقاية للصحة فقد حرم الله تعالى علينا من الأطعمة و الأشربة التي تضر بالصحة فقال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].


قد حرم ربنا جل وعلا أكل الخنزير تحريما قطعيا، قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ﴾ [الأنعام: 145] ومن رحمة الله تعالى بنا، وتيسيره علينا، أنه أباح لنا أكل الطيبات، ولم يحرم علينا إلا الخبائث، قال تعالى: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ [الأعراف: 157].


أما أضرار أكل الخنزير على جسم الإنسان، فقد أثبت الطب الحديث جملة منها:

يحمل الخنزير 450 مرضا وبئيا منها 28 مرضاً منها الزحار والأسكاريس والانسمام الوشيقي والديدان القنفذية والكبدية والمفلطحة وشوكية الرأس والدودة المسلحة الخنزيرية والشعيرات الحلزونية وغيرها.

يساهم لحم الخنزير ودهنه في انتشار سرطان القولون والمستقيم والبروستاتا والثدي والدم.

يسبب لحم الخنزير ودهنه الإصابة بالسمنة وأمراضها التي يصعب معالجتها.

يسبب تناول لحم الخنزير الحكة والحساسية وقرحة المعدة.

والإصابة بالتهابات الرئة والناتجة عن الدودة الشريطية ودودة الرئة.

 

وتتمثل أهم مخاطر تناول لحم الخنزير في احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية التي يصل طولها إلى 2-3 متر. ويؤدي نموها إلى الإصابة بالجنون والهستيريا في حال نمو هذه البويضات في منطقة الدماغ.

صلُّوا يا عبادَ اللهِ وسَلِّمُوا...






                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق