هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم «بل الله يرفع ويخفض» (سنن أبي داود: 3450)، وهو عامٌ في رفع الأرزاق والأسعار، والإعزاز والإذلال، والجاه والمكانة بين الناس.
لكن ابن آدم مسكين، قصير النظر، ضعيف التمييز، يشغل نفسه، ويفني عمره في البحث عن مجدٍ موهوم، أو عزٍ زائل، أو صيتٍ واسع، وما درى أن الرفع والخفض بيد الله، وأنه مهما روج لنفسه، أو تشبع بما لم يعط، أو تزين بما ليس فيه، أو أحب أن يُمدح بما لم يفعل، فلن يناله إلا ما قدر له، وتبقى قلوب العباد حبًا وبُغضًا، وإقبالًا وإدبارًا بيد الله، فمن شاء رفعه وأعزه، ومن شاء وضعه وأذله، ومن شاء وضع له الحب والقبول بين الخلق، ومن شاء أبغضته القلوب ونفرت منه دون علةٍ أو سببٍ ظاهر، وهو سبحانه محمود في ذلك كله، وحكيم عزيز في قضائه وقدره، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23] .