لو ظهرت نتائح إحدى مراحل رحلتك في الحياة، فقمع الله ظالمك أو نصرك على عدوك فلا تغتر أو تركن إلى ما تحقق فلا زال الطريق طويلاً حتى تصل إلى باب الجنة.
لو أحسنت العمل فلا تركن إليه أو تعجب بما صنعت فالعجب يذهب أجره و ينثره هباء، واحمد الله الذي وفقك لهذا العمل وسله المزيد من التوفيق.
كن دائم الحذر من ضعف نفسك ومكر شيطانك وغلبة هواك واستعن عليهم بالله ذي القوة والطول فلن يعينك عليهم غيره ولن يغيثك إلاه.
الطموح والأمل ممدود وحبالهم أطول بكثير من عمرك فارض بما حققت واعمل للمزيد لكن دون أن يحزن قلبك أو يتلهف للزيادة فالقصة قد تنتهي الآن وتتحول إلى دار الجزاء.
عن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: خطّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم خطًّا مربّعًا، وخطّ خطًّا في الوسط خارجا منه، وخط خطوطًا صغارًا إلى هذا الّذي في الوسط من جانبه الّذي في الوسط وقال: «هذا الإنسان؛ وهذا أجله محيط به، أو قد أحاط به. وهذا الّذي هو خارج أمله وهذه الخطوط الصّغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا» (البخاري: 6054).
قال ابن حجر: وفي الأمل سرّ لطيف لأنّه لولا الأمل ما تهنّى أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من أعمال الدّنيا، وإنّما المذموم منه الاسترسال فيه وعدم الاستعداد لأمر الآخرة، فمن سلم من ذلك لم يكلّف بإزالته.
قال عليّ رضي اللّه عنه: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة. ألا وإنّ الدّنيا ارتحلت مدبرة".