النساء شقائق الرجال وهذا لا يعني أنهما متساويين فهناك تباينٌ بين الرجل والمرأة، لحكمةٍ يريدها الله تعالى، فالرجل (الحقيقي) يجتمع فيه القوة العضلية والصلابة والحزم في اتخاذ القرارات بينما المرأة الأصل فيها هو اجتماع الأنوثة والنعومة والزينة ويغلب عليها جانب العاطفة الذي يفتقده الرجل والذي لولاه ما استقرت الأُسر فتلك العاطفة تجعلها مجبولةٌ على البَذل والعطاء غير المنقطعين، وإذا طرأ عليها خلافُ ذلك فهو أمرٌ قد شذ عن القاعدة، ولا بُد من الرجوع للأصل والعكس صحيحٌ في حال الرجل.
ولو نظرنا نظرة مُتأمل لما سبق ذكره لوجدنا أن الإثنين يُكملا بعضهما ولا يمكن أن يفترقا لضمان استقرار المجتمع ولو افترقا لفسدت الأُسرة إلاّ في حالاتٍ تقتضي قيام أحدهما بالدورين معاً لغياب الرفيق بسبب موتٍ أو اضطرار طلاق لاستحالة العشرة.
لذا وَجَب على كل منهما الحفاظ على الآخر ورعايته وإن كانت مسؤولية الزوج أكبر بكثير في أمر الرعاية لافتقار المرأة فِطرياً إلى الاحتماء به عند الملمات.
و قد راعت الشريعة الإسلامية حفظ المرأة وجعلت لها سياجاً واقيًا يتمثل في الزواج الشرعي بإذن وليها و شهادة مجتمعها ليطمئن قلبها كل اطمئنان في إبداء المشاعر نحو الزوج بلا أدنى ارتياب أو استحياء بل يمدحها المجتمع إذا أحسنت له وتحملت عثراته وأبدت مشاعرها تجاهه، وحفاظاً على تلك العلاقة حَرَّم الإسلام كلاً مِن:
1. الزنا 2. قذف المحصنة 3. فعل قوم لوط
حتى تستقر العلاقة بين الزوجين بِلا أدنى خدش لمشاعر أو كرامة أحدهما.
كما وضع الإسلام حدوداً دخلت في سياق السياج الآمن للرجل والمراة على حد سواء تمنع من ذريعة الوقوع في خطر يهدد المرأة أو يخل من حفظها، ومِن ذلك:
- فرض الله الحجاب الشرعي على المسلمة والذي يتصف بالستر فهو ساترٌ سابغٌ لا يصف ولا يشف ولا تبدو معه زينتها الظاهرة، ولا هو ثوب شُهرة يجلب نحوها الأنظار بلونه أو شكله، بل وضع للمرأة حدوداً في الظهور أمام محارمها حيث منعها من إظهار مفاتنها وعوراتها أمامهم وإنما فقط تظهر بثوب (المهنة) وهي ملابس المنزل التي لا تكشف عورة.
- كما أمر سبحانه الرجل بغض النظر عن غير محارمه وأمر المرأة بغض النظر عن غير محارمها صِيانةً لأعين الطرفين.
- وأمر سبحانه بالاستئذان عند الدخول على البيوت بل والاستئذان بين أفراد البيت الواحد بعضهم وبعض في ساعاتٍ معينة.
- وحَذر الشرع المرأة من التبرج بل زَجرها وتوعد الكاسية العارية بأنها من أهل النار ...صيانةً لها من الأعين وحفظاً لعرضها من اللئام، فالمرأة في الإسلام جوهرةٌ ثمينةٌ وليست بالشيء الرخيص الهَين، و أمر بتزويج الأيامى وهن النساء غير المتزوجات ستراً لهن وإعفافاً.
- كما أمر الشباب بالمسارعة بالزواج عند القدرة ومن لم يستطع لم يأذن له بالخوض في الأعراض وإنما أمره بالصبر والصوم .
والله أسأل أن يحفظ بناتنا وبنات المسلمين