يا معشر الشباب إن النظر بريد الزنا، تابعوا معي في هذا السطور القليلة ملخصاً عن الصبر على الشهوات والحفاظ على القلب.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أن من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا أما بعد:
- إنّ من أعظم المفاسد التي تحل بالمجتمع، هي مفسدة تلويث الأرحام، وتدنيس الأنساب، ونشوب الحرب والعداوة والبغضاء بين الناس.
- تُرى ما هي هذه المفسدة التي تحدث في المجتمع، إنها جريمة الزنا.
- لم يقل الله عزّ وجلّ: ولا تزنوا، قال: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ} [الإسراء جزء من الآية: 32]، لِمَ؟
- لأنّ النهي عن قرب الزنا نهيٌ عن الزنا وزيادة، فإنّ قوله {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ} أي لا تقربوا الوسائل التي تقربكم إلى الزنا: كالنظر، واللمس..... ونحو ذلك مما يدعو الإنسان إلى الوقوع في جريمة الزنا.
- ولذا قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء: 32] .
بعد هذه المقدمة الصغيرة ما تعريف الصبر، ولماذا القلب مهمٌ إلى هذه الدرجة؟
الصبر: هو ثبات باعث الدين عند باعث الشهوات، إن الشيطان لايريد إلا قلبك لأنه هو المضغة التي لو فسدت فسد الجسد كله ولو صلحت لصلح الجسد كله، وقد قال الله عن خليله إبراهيم {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84]
فماهي مفسدات القلب:
- تعلق القلب بغير الله - كثرة الاختلاط بالناس - الأماني كثرة الأمل - كثرة النوم
- تعلق القلب بغير الله هو أصل الشرك
قال ابن القيم في مدارج السالكين من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك تعالى، وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه، وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله، وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. انتهى.
- كثرة الاختلاط بالناس أورثك الغم والهم وتشتت عزم قلبك، فالمستحب اعتزل الناس في فضول المباحات فضلاً عن المعاصي
- الأماني: بحرٌ لا ساحل له الأماني رؤوس أموال المفاليس، المفرطون من هذه الأمة ضيعتهم الأماني
- كثرة الطعام: إن المعدة إذا امتلأت نامت الفكرة وكفت الأعضاء عن العبادة، ومجذبة للنوم
وقد قال أحد السلف: أيظن أصحاب محمد أنهم ماخلفوا بعدهم رجالًا والله لأزاحمنهم على الحوض، إذا امتلأت المعدة ازداد الشبق وعظمة الشهوة.
لذلك قال حبيب قلوبنا نبينا سيد البشر صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع البائة منكم فليتزوج» (مسلم: 1400) فإن له وقاية، وإن أكثر الناس عصيانًا أصحاب الترف وعندهم من المال ما يستطيع تنفيذ أهوائهم، باعث الشهوات يمكن تقليله إن فقط قوي باعث الدين.
فما هي الأمور التي تقوي باعث الدين؟
الأول: أن تستحضر جلال الله عز وجل وانه يراك حين تعصيه فان القلب لو قام في هذا المقام فإنه لايعصيه أبدًا
قال رسول الله لرجل: «استحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك» (صحيح الجامع: 2541)
الزبير بن العوام قال: يا أيها الناس استحيوا من الله فوالله أني لاتقنع إذا خرجت إلى الخلاء حياءً من الله وهكذا ليكن الحياء.
استحضر مشهد محبته تبارك وان المحب لايعصي من يجب و خدمة المحب متعه إن خدمة من تحب متعه يناله ما يناله من الأذى وهو مستمع، كان هناك شخص يموت وهو يحتضر يقول: آه، يتألم فقال له رجل: اسكت فليس من الحب أن لا تصبر على ضرب حبيبك، فقال: صدقت بل عليه أن يستلذ بضرب حبيبه...لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.
وإذا أردت الأدلة إذا كنت محب:
- استعن بهذا الحب على تقوية باعث الدين على باعث الشهوات
- استحضر نِعم الله عليك وليس من شيم الكريم أن يرد الإحسان فاستحضر إحسانه عليك وأنك لاتستطيع عد نعمه.
- استحضر أسماءه وصفاته وآثاره في الكون وهو المتفضل علينا واعتبر في حياة الناس.
- لاتجعل الله يراك حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك كيف تجرأت على الفعل.
- استحضر مشهد غضبه وانتقامه والله إذا غضب على أحدٍ لا يقوم لغضبه شيء.
العقوبة من جنس الفعل:
إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع في القرآن، القلب لايموت فجأة الذي حياتك الأبدية متعلقةٌ بسلامته، شهود أسماء ربك وصفاته تساعد على تقوية باعث الدين، إذا غضب الله عليك لايرحمك أحد...فاصبر يا أخي على الشهوات واصبر على النظر للمحرمات أيها الشباب تزوجوا.
المقال السابق
المقال التالى