لقد خلقنا الإنسان في كبد؛ الكل في اختبار، المهم: الرضا بقضاء الله والثبات والتوبة أولاً بأول في حالة الضعف والوقوع في خطأ. وفي النهاية المؤمن بين أجرين إما أجر الصبر على البلاء، أو الشكر في السراء، والله المستعان.
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4].
قال مجاهد: {فِي كَبَدٍ} نطفة، ثم علقة، ثم مضغة يتكبد في الخلق - قال مجاهد: وهو كقوله: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} [الأحقاف:15] وأرضعته كرهًا، ومعيشته كره، فهو يكابد ذلك.
وقال سعيد بن جبير: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} في شدة وطلب معيشة. وقال عكرمة: في شدة وطول. وقال قتادة: في مشقة.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، سمعت محمد بن علي أبا جعفر الباقر سأل رجلا من الأنصار عن قول الله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} قال: في قيامه واعتداله. فلم ينكر عليه أبو جعفر.
وروى من طريق أبي مودود: سمعت الحسن قرأ هذه الآية: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} قال: يكابد أمرا من أمر الدنيا، وأمرا من أمر الآخرة - وفي رواية: يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
وقال ابن زيد: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} قال: آدم خلق في السماء، فسمي ذلك الكبد.
المقال السابق
المقال التالى