سنةٌ ثابتةٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تدخل البهجة على المضحي وأهله كما تُدخل السرور على قلوب الفقراء. ومن لم يستطع فيكفيه النية الطيبة أن لو استطاع لضحى وفعل سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم .
تقبل الله أضحياتكم، وبارك لكم في عيدكم وأوقاتكم.
جاء في سنن الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الحج أفضل قال: «العج والثج» (سنن الترمذي:827)
قال الألباني صحيح وجاء في الشرح «العج والثج» (الصحيحة: 1500) بتشديدها والأول رفع الصوت بالتلبية والثاني دماء الهدي وقيل الأضاحي .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً» (رواه الترمذي:1470). قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح: صحيح.
ومن أدلة ثبوت الأضحية من الكتاب و السنة: من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم ، وإجماع المسلمين.
أما الكتاب :
فقوله تعالى :
1- {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]
2- وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} الأنعام: [ 162-163]. والنسك الذبح ، قاله سعيد بن جبير، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل.
3- وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} [الحج: 34] .
ومن السنة :
1- ما جاء في صحيح البخاري (5558) ومسلم (1966) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما».
2- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي». رواه أحمد (4935) والترمذي (1507) ، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح ( 1475 )
3- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قسم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقال: يا رسول الله صارت لي جذعة فقال: «ضح بها» رواه البخاري (5547) .
4- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين». رواه البخاري(5545).
المقال السابق
المقال التالى