ومما يبعث في النفس الرجاء العظيم والأمل، كما يبعث فيها الخوف الشديد والوجل التأمل مليا في قوله صلى الله عليه وسلم: «الجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ» (رواه البخاري).
فما أقرب الجنة للعبد وأيسرها على من وفقه الله، وفتح له أبواب الطاعة والخير.
وما أقرب النار للمخذول الشقي الذي أوبقته الذنوب وفارقه عون الله وتوفيقه.
ومن فوائد هذا الحديث أنه ربما دخل العبد الجنة بعمل يسير لم يحفل به، ولم يظن أنه يبلغ به ما بلغ، وربما دخل النار بعمل ظنه يسيرا وهو عند الله عظيم.
وكما ذكر الحافظ في الفتح فإن"الطاعة والمعصية قَدْ تَكُونُ فِي أَيْسَرِ الْأَشْيَاءِ ...فَيَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ لَا يَزْهَدَ فِي قَلِيلٍ مِنَ الْخَيْرِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، وَلَا فِي قَلِيلٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَجْتَنِبَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْحَسَنَةَ الَّتِي يَرْحَمُهُ اللَّهُ بِهَا وَلَا السَّيِّئَةَ الَّتِي يَسْخَطُ عَلَيْهِ بِهَا".