فها أنت ترى الخمر قد سمي بالمشروبات الروحية وتعديل المزاج، ولم يقف الحد عنده بل تعداه إلى غيره فسمي الربا الملعون بالفوائد والعمولات البنكية، والرشوة بحق الشاهي أو بالعمولة أو المساعدة. وسمي الزنا والعلاقات المحرمة بالحب والمودة، والخلاعة والمجون بالآداب والفنون، والكذب والزور بالدبلوماسية والسياسة، والتحايل والخداع بالذكاء والكياسة.
فانقلبت الموازين وتغيرت المفاهيم، ووقع الناس في أمر مريج.
وهذا ليس بعجيب على إبليس الذي أقسم بالله من قبل لأبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام أن تلك الشجرة المحرمة عليهما إنما هي شجرة الخلد والملك الذي لا يبلى، فدلاهما بغرور وأوقعهما في المحظور.
ولكن الغريب الذي يملك عليك حيرتك ما نراه من استخدام بعض الألفاظ الشرعية والمصطلحات الدينية للتدليس على المسلمين والتلبيس على المؤمنين.
ومن ذلك ما ورد في إعلان أحد البنوك عن (الاستثمار المبارك) وهو يواري تحت هذا المصطلح ما لا يحصى من المعاملات الربوية المحرمة الملعونة.
فأي بركة فيما كتب الله عليه المحق ونزع البركة؟!
وكذا ما أعلنت عنه بعض القنوات الفضائية من أنها خير جليس في شهر الخير!
ليقبل الناس على هذا الخير بزعمهم غير عابئة بأولئك الأخيار الذين يعرفون للشهر قداسته وعظمته وخيريته، والحقيقة أنه إعلان ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب والخراب.
أتسائل وبحرقة أين دور وزارة الإعلام والتجارة والشؤون الإسلامية عن مثل هذه التجاوزات التي تسيء إلى ديننا العظيم الذي هو أكرم علينا من أنفسنا والناس أجمعين؟
المقال السابق
المقال التالى