عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

جعل الله عز وجل صيام شهر رمضان فريضة، وهي عبادة توقيفية، بمعنى أنها متوقِّفة على ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم به، ولذا أراد الله أن تكون حدود هذه العبادة معروفة بدِقَّة لكل مسلم، فجعل الصيام يبدأ من أول رمضان، وينتهي في آخره.

ومنع الصيام في اليوم الذي يسبق رمضان، وهو التاسع والعشرين من شعبان، وكذلك الثلاثين، حيث قد يأتي شعبان كاملًا أو ناقصًا، ومنعه كذلك في اليوم الذي يعقب رمضان، وهو يوم العيد.

فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ»، وروى البخاري عن أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ: أَنَّهُ شَهِدَ العِيدَ يَوْمَ الأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ العِيدَيْنِ،أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ»، فصار الإفطار في آخر أيام شعبان عبادة نتقرَّب بها إلى الله، لأنه هو الذي أمرنا بالإفطار فيه، غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لذلك استثناءًا واحدًا، وهو أن يُوافِق هذا اليوم الأخير من شعبان يومًا كان المسلم معتادًا فيه على الصيام، كأن يكون يوم إثنين أو خميس مثلًا، أو كانـت على المسلم أو المسلمة أيامٌ من رمضان الماضي لم يقضها بعد، فهنا يمكن أن يصوم ذلك اليوم، فهذه هي سُنَّته صلى الله عليه وسلم، وكلها خير، في الصوم، وفي الفطر.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق