عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الحب والإخاء
تاريخ الاضافة 2007-11-22 05:54:28
المشاهدات 2437
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يقول آتيين دينيه:

"لقد دعا عيسى [عليه السلام] إلى المساواة والأخوة، أما محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ فوفق إلى تحقيق المساواة والأخوة بين المؤمنين أثناء حياته" [1] .

فليس من الطبيعي ـ في اعتقاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ـ  أن يعيش الناس على هذه الأرض في شقاق و تمزق وتفرق، و قد أوجدهم الخالق سبحانه من أصل واحد، خلقهم جميعًا من آدم، أبيضهم وأسودهم، شرقيهم وغربيهم، عربيهم وعجميهم، غنيهم و فقيرهم ، بل إن أشد ما يتنافى مع الفطرة، ويتعارض مع العقل، أن يوحد الله عباده في الخَلق والمنشأ، ثم يتفرقون في المرجع والمصير. ولأجل هذا اتخذ الإسلام كل أساس وقاعدة تحمي هذا الكيان من الانشقاق والتصدع، وتمكنه من أداء مهمته على الوجه الأمثل ومن بين تلك القواعد : الإخاء..  الذي يمحو أمامه جميع الفوارق بين  أفراد هذا الكيان ،و امتيازاتهم من نسب أو جاه أو مال ..

ويتحدث المفكر "وليم موير " عن هذا المبدأ الكبير في الإسلام – مبدأ الإخاء - ، فيقول :

"ومن عقيدة الإسلام أن الإنسان أخو الإنسان " [2] .

ويبين  المفكر الكبير "برج " :" أن مبدأ الإخاء الإنساني هو أساس فلسفة الأخلاق الاجتماعية في الإسلام " [3] .

ويشير "فيليب حتي" إلى " أن إقامة الأخوة في الإسلام مكان العصبية الجاهلية (القائمة على الدم والقرابة) للبناء الاجتماعي كان - في الحقيقة - عملاً جريئًا جديدًا؛ قام به النبي العربي ~ صلى الله عليه و سلم ~  .." [4] .

إن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ أسس الدولة الإسلامية الأولى، على قاعدة الإخاء الإسلامى ما بين الأوس والخزرج والمكيين المهاجرين، وأسس الدستور المدني الإسلامي الذي نظم العلاقات ما بين قوى الشعب، ونجح هذا الدستور في تحقيق التعايش والإخاء بين المسلمين وبعضهم، وبين المسلمين وغيرهم، وتطورت جوانب هذا التعايش مع قيام الدولة الإسلامية التي ضمت شعوباً وأُمماً مختلفة، حققت بينها الانسجام والإخوة بين أبناء الوطن الواحد، بعيداً عن العصبية العرقية أو التعصب الديني .

 

ومن أجل تحقيق الحب والإخاء بين فصائل الشعوب، اعترف الإسلام بصدق الرسالات السماوية السابقة .. يقول مارسيل بوازار [5] – في ذلك -:

" وقد فتح الإسلام الباب للتعايش على الصعيد الاجتماعي والعرقي حين اعترف بصدق الرسالات الإلهية المنزلة من قبل على بعض الشعوب ، وجعل المسلمين منحدرين من نسل مشترك مع اليهود والنصارى عبر إبراهيم ... ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( [6] .. " [7] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] آتيين دينيه: محمد رسول الله ، ص 323.

[2] وليم موير : حياة محمد، 80.

[3] انظر: أحمد أمين : التكامل في الإسلام ، ج 2، ص 101.

[4] فيليب حتى : الإسلام منهج حياة ، ص 19 ، 20.

[5] مفكر وقانونى فرنسى ، وله كتابات مشهورة عن الإسلام، أهمها : " إنسانية الإسلام"، و الإسلام اليوم". ويعد كتابه الشهير " إنسانية الإسلام"، علامة مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام، بما تميز به من موضوعية، وعمق، وحرص على اعتماد المراجع التي لا يأسرها التحيز والهوى، وريادته في تناول الجانب الأخلاقي في الإسلام.

[6] سورة الحجرات: الآية13 ، والاستشهاد بالآية من قبل مارسيل بوزار.

[7] مارسيل بوزار : إنسانية الإسلام ، 184-185.




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق