كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّ للمسلم أن يبدو جميلاً أنيقًا أمام الناس؛ لذلك كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم أن يلبس الجديد من الثياب إذا قدر على ذلك، وكان يعتبر هذا من النعم الكبرى التي تستحقُّ الحمد من الله؛ لذا كان إذا لبس ثوبًا جديدًا لم ينسَ أن يحمد الله تعالى؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ، عِمَامَةً، أَوْ قَمِيصًا، أَوْ رِدَاءً، ثُمَّ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ".
والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء لا يكتفي بالحمد فقط؛ إنما يسأل الله أن يظلَّ طائعًا له سبحانه، فيفعل في هذا الثوب الخيرَ، ويبتعد به عن الشَّرِّ، وبهذا كان الثوب الجديد سببًا في تذكير العبد بعبودتيه لله عز وجل واحتياجه له، وهذا الخضوع لله سيكون سببًا في مغفرته عز وجل للعبد! فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ. غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
فما أكرم هذا الإله العظيم الذي يرزق الثوب، ثم يغفر لنا الذنب إذا ما حمدناه على رزقه!
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].