يوم عرفة من أعظم أيام الدنيا، وقد روى الترمذي -وقال الألباني: حسن- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اليَوْمُ المَوْعُودُ يَوْمُ القِيَامَةِ، وَاليَوْمُ المَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الجُمُعَةِ". وفيه يغفر الله للحجيج مغفرة عجيبة؛ فقد روى مسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟". وقد أراد الله عز وجل برحمته أن يُمَكِّن أولئك الذين لم يستطيعوا الحجَّ من تحقيق شيء من هذه المغفرة، فعَلَّم رسولَه صلى الله عليه وسلم هذه السُّنَّة الجميلة، وهي سُنَّة صيام يوم عرفة لغير الحجيج؛ فقد روى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ".
فهذا صيام يوم واحد يغفر اللهُ به ذنوب سنتين كاملتين! فأيُّ فضلٍ، وأيُّ كرمٍ! فلنحرص على هذه السُّنَّة مهما كانت ظروفنا، ولنسعد عند فطرنا بمغفرة الله لنا.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].