كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ يومه مبكِّرًا جدًّا؛ فاليومُ عنده يبدأ من قبل الفجر؛ حيث قيام الليل، ثم صلاة الصبح، ثم الذِّكْر والعبادة، فالعمل والإنتاج، وهذا هو البرنامج الذي أراد الله عز وجل من عباده أن يفعلوه، فأضاء لهم الدنيا في الصباح ليعملوا فيه، وأظلم الدنيا في المساء لينام الناس ويسكنوا؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 10-11].
وحفَّزنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أداء هذه السُّنَّة بتوضيح أن البركة تزيد عندما نعمل مُبَكِّرين؛ فقد روى الترمذي ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا». قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ.
وفي تطبيق عملي لهذه السُّنَّة نجد راوي الحديث صخرًا رضي الله عنه يمارس تجارته في الصباح فيكرمه الله عز وجل بالبركة في المال؛ فقد جاء في الترمذي وابن ماجه: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلاً تَاجِرًا، فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ. فلنحرص على هذه السُّنَّة الفطرية، ولنجعل برنامج حياتنا متوافقًا مع ما أراده الله عز وجل منا.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].