عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم خصائص رحمته~ صلى الله عليه و سلم ~
تاريخ الاضافة 2007-11-22 03:58:13
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 5589
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

قال الله تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ( [الأنبياء :الآية 107 ]  .

هكذا قالها الله بإسلوب القصر ، يعني النفي ثم الاستثناء، أي أنت لست إلا رحمة لست شيئا آخر غير الرحمة.. كما يقول النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ "أيها الناس .. إنما أنا رحمة مهداه" [1] .

فكما أن دعوة محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ للعالمين؛ فهذه الرسالة رحمة للعالمين جميعاً .. وهذا القرآن – الذي جاء فيه لفظ رحم ومشتقاته ثلاثمائة مرة [2] - رحمة للعالمين جميعاً .. رحمة في ذاته، ورحمة في تعاليمه، ورحمة في أحكامه ..

وفي ذلك يقول  واشنجتون ايرفنج :  "يدعو القرآن إلى الرحمة والصفاء وإلى مذاهب أخلاقية سامية" [3] .. كما أن القرآن  - في رأي جاك ريسلر [4]  - " يجد الحلول لجميع القضايا، ويربط ما بين القانون الديني والقانون الأخلاقي، ويسعى إلى خلق النظام، والوحدة الاجتماعية، وإلى تخفيف البؤس والقسوة والخرافات. إنه يسعى على الأخذ بيد المستضعفين، ويوصي بالبر، ويأمر بالرحمة" [5] .

وأوامره كما تقول "إلس ليختنستادتر" [6]  "هي  أوامر العدل للجميع، والرحمة بالضعيف والرفق والإحسان. وتلك هي الوسائل التي يضعها الله في يد الإنسان لتحقيق نجاته، فهو ثم مسؤول عن أعماله ومسؤول كذلك عن مصيره." [7] .

وهو كتاب هداية عظيم للبشرية، وهو أبلغ منهج للهداية ..

يقول نصري سلهب [8] :

".. إن محمدًا ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب. فإذا بهذا الأمي يهدي إلى الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية منذ كانت الإنسانية- ذاك كان القرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله على رسوله هدى للمتقين ." [9] .

ولا شك أن أخلاق الرحمة هي عامل الجذب الإساس لدخول الناس في الإسلام، أو كما يقول يول[10]: " الإحسان والرحمة والنزعة الإنسانية الخيرة العريقة – هذه وغيرها من العوامل كانت بالنسبة لي أعظم دليل على صدق هذا الدين" [11] .. الأمر الذي يعبر عنه "بشير تشاد بقوله" : " إن الإسلام هو دين الرحمة والحب والتعاطف الإنساني" [12] .

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] صحيح - رواه الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة، والبيهقي، باب إنما أنا رحمة مهداة، برقم 61،  ورواه ابن أبي شيبة عن ابي صالح 7\ 441، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم 490

[2] انظر: أحمد عبد الرحمن إبراهيم : الفضائل الخلقية في الإسلام، 147

[3] واشنجتون ايرفنج : حياة محمد، ص 304

[4] جاك. س. ريسلر: باحث وكاتب فرنسي معاصر، وأستاذ بالمعهد الإسلامي بباريس. والحاصل على جائزة الأكاديمية الفرنسية، تقديرا لكتابه "الحضارة العربية" بوصفه دراسة أساسية لمعرفة الإسلام.

[5] جاك ريسلر :الحضارة العربية ، ص 51 .

[6] الدكتورة إلس ليختنستادتر: باحثة ألمانية، درست العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت، ثم في جامعة لندن، وأقامت زهاء ثلاثين سنة بين بلاد الشرقين الأدنى والأوسط، وعنيت عناية خاصة بدعوات الاجتهاد والتجديد والمقابلة بين المذاهب. من مؤلفاتها (الإسلام والعصر الحديث).

[7] إلس ليختنستادتر: الإسلام والعصر الحديث، نقلاً عن: عباس محمود العقاد: ما يقال عن الإسلام ، ص 19

[8] باحث مسيحي لبناني ، يتميز بنظرته الموضوعية نحو الإسلام،  وعُرف بنشاطه الدؤوب لتحقيق التعايش السلمي بين الإسلام والمسيحية في لبنان.. ألقى العديد من المحاضرات في المناسبات الإسلامية والمسيحية على السواء، متوخيًا الهدف نفسه. من آثاره: (لقاء المسيحية والإسلام) (1970)، و(في خطى محمد) (1970).

[9]  نصري سلهب : لقاء المسيحية والإسلام ، ص 22

[10] علي يول : دانمركي، تعرف على الإسلام عام 1973 خلال إحدى رحلاته إلى المغرب، وبعد عدد من اللقاءات مع بعض المسلمين هناك أعلن انتماءه للإسلام، وهو الآن يعيش في كوبنهاجن العاصمة.

[11]انظر: عرفات كامل العشي :رجال ونساء أسلموا ، 4 / 127 .

[12]انظر: عرفات كامل العشي: رجال ونساء أسلموا ، 7 / 21 – 22




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق