يقول الأُستاذ إمتياز أحمد: تركت مدرسة ميريلاند Maryland حين كنت رئيساً لقسم الرياضيات، والتحقت بمدرسة سيتل Seattle الإسلامية مديراً للمدرسة...
كانت كاثي السكرتيرة المسؤولة في المدرسة، مسلمة ناشطة عاملة في الجماعة، وقد دخلتْ الإسلام بطريقتها الفريدة، وهذه قصتها كما ترويها: كنت في المدرسة الإبتدائية حين ذهبت مع والدتي إلى المكتبة العامة، والمكتبات العامة لا ترمي الكتب المنسوخة أو الغيرالمرغوب بها ولكنها تبيعها بدريهمات معدودة، وكان في المكتبة تنزيلات للكتب، وفي محفظتي دراهم قليلة، فابتَعْتُ كتاباً بخمسة سنتات أو عشرة، وأصبح هذا الكتاب من ممتلكاتي الخاصة من أن ابتعته من محفظتي الخاصة، واحتفظت به في غرفتي...
ومرت أيام حياتي على ما هو مالوف، وانتقلت من المدرسة الإبتدائية للمدرسة المتوسطة، ومن ثم إلى الثانوية، وتخرجت من المدرسة الثانوية وأسعدني الحظ فالتحقت بكلية الآداب، وكان تركيزي على دراسة الأديان المقارنة، واقترح أستاذي منهجاً دراسياً واسعاً في هذا المجال.
وكان الموضوع الرئيسي دراسة المسيحية واليهودية والإسلام دراسة مقارنة، ولم يكن أي من أساتذتي مسلماً، وأكملت هذه الفصول الدراسية بلا مصاعب، وجمع ما يكفي من الدرجات لأتخرج من الكلية.
وحين تخرجت من الجامعة، بدأت أبحث عن وظيفة كما هو شأن الخريجات الأخريات، وكان الحصول على الوظائف بالغة الصعوبة وبالذات في هذه الولاية، فالحصول عليها معجزة، وخاصة وأنا خريجة كلية الآداب، فشعرت باليأس والملل، فجلست في منزلي عاطلة عن العمل معظم الوقت..
فشعرت بالملل والضجر والإرهاق، ولأُخفف عن ما أعانيه من هذه الأزمات التي أرهقت قواي، بدأت أُفتِّشُ في منزلي عن بعض ما أقتنيه في مكتبتي، فوجدت الكتاب الذي اشتريته قبل سنوات، وكان التراب قد تراكمت عليه، فأزلت التراب عنه ونظفته، وانه من الطبيعي أن يعرف الأنسان قيمة الأشباء التي يقتنيها، وخاصة وقد بذلت له مبلغاً من المال.
لقد بدأت بقراءة هذا الكتاب، وإذا به ترجمة انكليزية للقران، وكان رائعاً، وكلما قرأت فيه إزددت فضولاً لأعرف عن الإسلام، فقد كان مختلفاً تماماً عمّا علَّمني أساتذتي في الجامعة.
وقلت في نفسي: وهل كان أساتذتي يكذبون؟..
على أية حال، فإن مبادىء الإسلام التي عرضها القران أراحت عقلي وشعوري، وقلت في نفسي: إن كان هذا هو الإسلام فإنه رائع، وإني أريد أن أصبح مسلمة.
وسالت عن كيفية دخولي في الإسلام، لقد كانت العملية سهلة جداً، فأسلمت ولله الحمد. وتزوجت شاباً من أفغانستان، ونحن معاً نقدم خدماتنا للجماعة الإسلامية، ونعمل معاً مع المسؤولين المسلمين المحليين، ولا نتمني أبدا أن نغير نمط حياتنا، ونرجوا من الله أن يتقبَّل منا هذا القليل من العمل[1].
[1] TRUE STORIES OF AMERICAN NEW MUSLIMS
قصص واقعية عن مسلمي أمريكا الجدد ص11
المقال السابق
المقال التالى