بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل كتابه هدى ورحمة للعالمين. وضياء للمتقين. وذكرى للمؤمنين. والصلاة والسلام على النبي مبلغ الوحي المبين. وعلى آله وأصحابه المهتدين.
وبعد:
أخي المسلم: حب الفضائل ومحاسن الأعمال لمما تدعو إليه الفطر السليمة والعقول الصحيحة. ولم يختلف العقلاء على أن الفضيلة والقيم السامية هي أسمى هدف في هذا الوجود..
ولكن أخي هل تعلم أن الكثيرين حاولوا أن يصنعوا هذه الفضيلة بعقولهم القاصرة؟! فتخبطوا ولم يصلوا إلى هذه الغاية السامية! ومن وصل إلى شيء من ذلك فإنما هي أمور كطيف الخيال!
أخي: خلق الله تعالى هذا الإنسان ليكون خليفة الأرض، وهيأ له من أسباب الهداية ما يعينه على أداء رسالته.. }قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{ [طه: 123، 124].
وهكذا أخي جعل الله تعالى هداه سببا لنيل السعادة.. وجعل الإعراض عنه سببا للشقاء!
أخي: ومن أجل تلك السعادة الحقيقية أرسل الله تعالى الرسل (عليهم الصلاة والسلام) ليدلوا العباد على الطريق القويم..
ولتكتمل أسباب هذه السعادة أنزل الله تعالى الكتب على أنبيائه (عليهم الصلاة والسلام) لتكون تشريعا وضياء لمن سلك سبيل الهداية..
أخي: وقد جمع الله تعالى ذلك الهدى الذي تضمنته كتبه الطاهرة ـ جمعه في كتابه الذي أنزله على رسوله محمد r .. }وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ{ [النحل: 89].
المقال التالى