هو نعيم بن عبد الله بن أسيد القرشى العدوى المعروف بالناحم.
وإنما سمي النحام لأن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فسمي النحام.(1)
وأسلم نعيم قبل هجرة الحبشة وكان يكتم إسلامه وأقام بمكة وقدم مهاجرا سنة ست ومعه أربعون من أهله فاعتنقه النبي {صلى الله عليه وسلم} وقبله.
وكان نعيم النحام قديم الإسلام يقال: إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر بن الخطاب وكان يكتم إسلامه.(2)
أهم ملامح شخصيته:
الجود والكرم فقد منعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم فقالو: أقم عندنا على أي دين شئت وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كاف من أمر أراملنا فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك.(3)
من مواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال النبي {صلى الله عليه وسلم} له حين قدم عليه: " قومك يا نعيم كانوا خيرا لك من قومي لي ". قال: بل قومك خير يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قومي أخرجوني وأقرك قومك ".
وكانت زينب بنت قسامة تحت أسامة بن زيد فطلقها أسامة وهو ابن أربع عشرة سنة فجعل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول من أدله على الوضيئة الغنين ( القليلة الأكل ) وأنا صهره وجعل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ينظر إلى نعيم فقال نعيم كأنك تريدني قال أجل فتزوجها نعيم فولدت له إبراهيم بن نعيم.(4)
وهذا يدل علي شدة حب نعيم لرسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، فعندما رأي أن النبي ( صلي الله عليه وسلم ) ينظر إليه وفطن أن الرسول إنما يريده أن يتزوجه، فقام علي الفور وتقدم إليها وتزوجها بعد انقضاء عدتها.
من مواقفه مع الصحابة رضي الله عنهم:
له موقف سوف يظل التاريخ يذكره عندما كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يريد أن يتوجه لقتل النبي (صلي الله عليه وسلم) ولأن عمر في ذلك الوقت لا يزال مشركًا. فأبلغه نعيم بن عبد الله أن أخته فاطمة بنت الخطاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت قد أسلمت، وأسلم زوجها سعيد بن زيد معها, وهم يستخفون بإسلامهم من عمر, وكان نعيم بن عبد الله النحام رجلا من قومه من بني عدي بن كعب قد اسلم, وكان أيضا يستخفي بإسلامه فرقا من قومه, وكان خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن فخرج عمر يوما متوشحا سيفه يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورهطا من أصحابه فذكر له أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا، وهم قريب من أربعين من رجال ونساء ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق بن أبي قحافة في رجال من المسلمين ممن كان أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ولم يخرج فيمن خرج الى أرض الحبشة فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد قال: أريد محمدا هذا الصابىء الذي قد فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله، فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر اترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم، قال: وأي أهل بيتي؟!! قال ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة بنت الخطاب فقد أسلما وتابعا محمدًا صلى الله عليه وسلم على دينه فعليك بهما، فرجع عمر عامدا لختنه وأخته.(5)
إنه موقف رائع لنعيم بن عبد الله ؛ فقد صرف عمر عن التوجه لإيذاء رسول الله ( صلي الله عليه وسلم )، وكان هذا التوجه سببا في إسلام عمر( رضي الله عنه) .
الوفاة:
اختلفت الآراء في تحديد مكان وزمان وفاة نعيم بن عبد الله النحام.
قال ابن حجر إن نعيما استشهد بأجنادين في خلافة عمر وقال بعض أهل النسب أنه قتل يوم مؤتة في حياة النبي وكذا قال ابن الكلبي.
وقال ابن سعد إن نعيما قد هاجر أيام الحديبية فشهد مع النبي {صلى الله عليه وسلم } ما بعد ذلك من المشاهد وقتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة.(6)
المراجع:
1- الطبقات الكبرى [جزء 4 - صفحة 138]
2- الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 476]
3- الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 476]
4- الطبقات الكبرى [جزء 5 - صفحة 170]
5- فضائل الصحابة [جزء 1 - صفحة 279]
6- الطبقات الكبرى [جزء 4 - صفحة 138] |