من فوائد الحـوار:
1- الحوار وسيلة مثلى لنقل الأفكار وتبادل المعلومات وتنمية القدرة على التفكير والتواصل مع الآخرين، وهو وسيلة ناجعة للتعلم، وفي صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنها " كَانَتْ لا تَسْمَعُ شَيْئاً لا تَعْرِفُهُ إِلا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ قَالَ:" مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى] فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً [ قَالَتْ: فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ " ([1]).
وشاهدنا من الحديث قول الراوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها " كَانَتْ لا تَسْمَعُ شَيْئاً لا تَعْرِفُهُ إِلا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ " فهي تسأل وتحاور لتتعلم.
2- الحوار وسيلة للتعارف بين الناس كما أمرنا الله تعالى في الآية المذكورة قبلُ من سورة الحجرات، ولن يتم تحقيق ذلك التعارف إلا بالتحاور، وقد صار يُعرف عندنا الآن الحوار الداخلي بين أبناء المجتمع الواحد والأمة الواحدة كحوار المثقفين والسياسيين والاقتصاديين، وحوار دعاة العلمانية مع الدعاة إلى الدين، وحوار الآخر المتمثل في حوار الأديان وحوار الحضارات وحوار الثقافات، وهذا كله يظهر في صور عديدة كالحوار المباشر أو الكتابة أو الأعمال الدرامية.. إلخ.
3- الحوار وسيلة لتجنب سوء الفهم ونشوء الصراع، إن سوء الفهم بين الأصدقاء والجيران والزملاء، بل بين الدول غالباً ما يزول بكلمة طيبة أو لقاء يسير أو تصريح مريح، المهم أن لا تأخذ الناسَ العزةُ بالإثم والاستكبار عن ابتداء المحاورة وفتح باب المراجعة والمعاتبة، ولَكَمْ رأينا في حياتنا أناساً يظلون أياماً وشهوراً متخاصمين متعادين.. ثم يكون لقاء عابر وكلمة طيبة... فيزول الخلاف بقليل من العتاب وينتهي الأمر إلى خير ومحبة، إن " كثيراً من المختلفين يمنعهم من التسليم بالحق والرجوع إلى الصواب شبهات وشكوك وأباطيل تحتاج إلى جواب وتفنيد وإبطال، والحوار يحقق هذا الهدف، فبه يمكن إزالة كل شبهة، وتفنيد كل باطل " ([2]).
لهذا كان النبي r لا يترك للخلافات والخصومات مجالاً للاتساع بينه وبين أحد من الناس أو بين الصحابة.. بل كان يسارع إلى إطفاء نار الفتنة، ويدعو إلى إفشاء السلام، ويحرّم على المسلم هجر أخيه المسلم فوق ثلاث ليال، ويجعل أولَ المتخاصمَين ابتداءً بالسلام على خصمه خيرهما، بل يفضل إصلاح ذات البين على كثير من الصالحات التي يحبها المسلم، إذْ هو القائل :" أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَـامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَـالِقَةُ.. وَيُـرْوَى عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ قَالَ: هِيَ الْحَالِقَةُ، لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِـنْ تَحْلِقُ الدِّينَ " ([3]).
4- الحوار وسيلة لتنمية الفكر بالاتصال بالآخرين، وعرض الأفكار عليهم والأخذ والردّ، مما يمحص الفكر ويزيده ثباتاً ورسوخاً، ولذلك رسّخ الإسلام مبدأ الشورى، وهي عمل حواري تتلاقح فيه الأفكار والآراء للوصول إلى الرأي السديد، وقد مارسها النبي طيلة حياته المباركة.
5- الحوار وسيلة لنشر العلوم والتواصل مع الجديد في عالم يعرف الجديد كل يوم بل كل ساعة، ومن ثم تأتي أهمية المحاضرات والندوات والمؤتمرات بأنواعها المتعددة.
6- الحوار الاجتماعي بين القوى والفصائل الاجتماعية المتنوعة التي تشكل بنية المجتمعات المعاصرة، هذا الحوار الاجتماعي أساس التفاهم بينها والتعايش السلمي، وبدون التحاور والتفاهم سينقلب الأمر إلى صراع، ثمة أديان ومعتقدات تتعايش جنباً إلى جنب في مجتمع واحد، ولا بد لها من التفاهم والتعارف لحفظ نظام المجتمع أولاً، وقد أرسى الإسلام هذا المبدأ، وتعايش المسلمون عبر التاريخ، ومنذ أول يوم للإسلام في مكة، تعايشوا مع غير المسلمين بالتفاهم والتحاور، وهذا التعايش في ذاته إذا كان على أسس شرعية سليمة عُدَّ لوناً من ألوان الدعوة إلى الله.
إن المقابل لهذا التفاهم والتعايش هو الصراع الممقوت، ومآسي المسلمين في مناطق كثيرة كالبوسنة والهرسك وكشمير وجنوب الفلبين ودارفور وغيرها صـور حية لذلك، إن " إرساء قواعد الحوار البناء تعني القدرة على التعامل الناجح مـع الاختلاف، والوصول إلى أفضل البدائل المتاحة، ويضمن الحوار الفعّال ضبط الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي حتى لا تتحول إلى فوضى وخروج عن الجماعة وانقسام وفرقة حين يتشبث كل طرف برأيه مهملاً أو متجاهلاً وجهات نظر الأطراف الأخرى، فالانفراد والاستبداد بالرأي هو مقدمة للطغيان، والبديل الأمثل هو الحوار " ([4]).
7- الحوار وسيلة لقهر التسلط والاستبداد الفـكري والسياسي، ووسيلة لقهر التعصب والانغلاق الفكري وتجنب العنف والإرهاب بكل ألوانه وكم من حركات تعمل في مشارق الأرض ومغاربها لتحقيق أهداف تبدو أحياناً مشروعة كالاعتراف بالهوية الثقافية أو اللغة أو الدين لأقلية تعيش مع أغلبية في دولة واحدة، ولكن تلك الأقلية لا تجد آذاناً صاغية فيلجأ أفرادها أو بعضهم إلى تكوين مجموعات للعمل السري تحمل السلاح، ومن ثم يقع الصراع، وكثيراً ما يكون الضحايا من المدنيين العزل الذين لا علاقة لهم مباشرة بالأحداث أو صناعة السياسة، وإن قليلاً من التواضع والحوار من قبل القوى المسيطرة لكفيل بشد تلك الحركات إلى الحياة المدنية الهادئة بإعطائها بعض الحقوق التي تطالب بها، والصراع الكرديّ التركيّ في جنوب شرق تركيا مثال واضح لذلك.
8- وللحوار صور متنوعة منها الحجاج، وقد حدد بعض الباحثين أهداف الحجاج الخطابي والبلاغي في:
- التأثير في المتلقي (السامع أو القارئ) وجعله يتقاسم مع المخاطب اعتقاده واقتناعه الخاص.
- التأثير في المتلقي لجعله يقوم بالفعل الذي يطلبه ويريده المخاطب.
- استمالة المتلقي وإغرائه باعتباره ذهناً وعاطفة (عقلاً وقلباً) لكسب تأييده وتوافقه الضمني أو الصريح " ([5]).
لقد فطنت الدول والجماعات والمؤسسات والشركات إلى أهمية هذا الفن، فن الحوار والتواصل مع الآخرين، لما له من أهمية كبرى في التواصل والتعارف والتأثير المباشر في الآخرين، فأنشأت الدول السفارات وأرسلت البعثات، وأنشأت المؤسساتُ والشركاتُ وحداتٍ متخصصةً تسمى" العلاقات العامة " وصار هذا فناً وعلماً ذا قواعد وأصول تدرس في الجامعات ومعاهد العلم، والمهمة الأولى لهذه الوحدات " حسن الاتصال مع الآخرين، للإقناع برأي، أو ترويج سلعة أو تصحيح فكرة، أو التمهيد لقضية " ([6]).
9- الحوار واحد من أهم الوسائل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى كما سنرى في القرآن وفي سنة رسول الله r سواء دعوة الأفراد أو الجماعات، وسواء دعوة المسلمين لمزيد من التفاهم ونبذ الخلاف والتعلم.. أو دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أو التفاهم والتعارف وإزالة سوء الفهم، إن الحـوار الجاد " يمكن أن يحقق فوائد جمة إذا امتلك الداعية أدواته وهو يحـاور الآخرين، ومن المؤكد أن الحوار- وفق أسس منهجية - نافذة من نوافـذ الخير والنور" ([7]).
10- تحسين علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، والدول والحضارات بعضها ببعض، فذلك بديل عن الصراع والتنافر المفضي إلى الهلاك، والإسلام يقدم الحوار على الصراع، ولا يلجأ إلى الحرب إلا بعد استنفاد كل الوسائل السلمية الممكنة، وهو أمر معلوم من سنة النبي r.
إن الحضارة إرث إنساني عام مشترك لا ينبغي أن تدعيه أمة أو حضارة وتحرم منه الآخرين، فالحضارة العالمية المعاصرة نتاج تاريخ طويل شاركت فيه كل الأمم والشعوب، ومن أظهر المشاركين فيه تاريخياً الأمة المسلمة، وهو ما ينبغي أن يُظهر للعالم المعاصر من خلال الحوار الإسلامي الممنهج مع مكونات العالم المعاصر.
11- إن كثيراً من شعوب العالم المعاصر تحمل مفاهيم خاطئة عن غيرها، والمسلمون أكثر من يعاني من ذلك، فالإرث القديم من الحروب بين المسلمين وغيرهم والإعلام المعاصر المعادي وبعض السلبيات في واقع المسلمين أنفسهم كل ذلك يجعل للمسلمين صوراً سلبية لدى الآخرين، والحوار من أهم الوسائل لتغيير ذلك كله.
ولقد صرنا نحن المسلمين المعاصرين نتعامل مع الآخر - غير المسلم - كأنه شيء واحد ونمط واحد من الحياة، والحقيقة خلاف ذلك، ثمة اختلاف وتباين وعدل وظلم وخير وشر... والله عز وجل بيّن للمسلمين ذلك بجلاء في شأن أهم شريحة حضارية يتعاملون معها حتى لا يقعوا في هذا الخطأ، يقول تعالى عن أهل الكتاب] لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [ (آل عمران:113).
وكثيراً ما نرى اليوم في البرامج الحوارية مثقفين غربيين وساسة ينقمون على قومهم كثيراً من المآسي التي يجرونها على العالم بسياستهم غير الحكيمة.
12- الحوار وسيلة لإقناع المخالف إن كان ممن يقبل الحق، يقول الدكتور صالح بن حميد:" الغاية من الحوار إقامةُ الحجة، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي، فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق " ([8]) ويرى الشيخ سلمان العودة أن الحوار تبرز أهميته من جانبين: الأول: دعوة الناس إلى الإسلام، أي دعوة الكفار إلى الإسلام، ودعوة المبتدعين من المسلمين إلى السنة النبوية.. والثاني: فصل الخلاف في الأمور الاجتهادية، حيث يعد الحوار وسيلة للوصول إلى اليقين في مسألة اجتهادية اختلفت فيها أقوال المجتهدين..([9]) ويقول الدكتور عبد الكريم بكار:" يصعب علينا أن نقول: إننا نملك فضيلة التسامح إذا لم نؤمن إيماناً عميقاً بجدوى الحوار في تحسين رؤيتنا للأشياء، حين نعتقد أن في كل المسائل الغامضة نقاطاً مظلمة، تحتاج إلى إضاءة، وأننا من خلال قدراتنا العقلية والمعرفية الخاصة، لا نتمكن من إضاءة تلك النقاط، فإننا نسعى إلى الحوار بوصفه الأداة الوحيدة لتوضيح الصورة الذهنية الأشياء.. من خلال الحوار نمحص الفكرة بالفكرة والمقولة بالمقولة، ومن خلال الحوار نمنح الأفكار امتدادات جديدة، كما نحرم بعض الأفكار من امتدادات غير مشروعة، ينطوي الحوار على التسامح، لأنه ينطوي على اعتراف ضمني بالقصور، ويحد من غلواء الاعتداد بالذات، وهذا هو الذي يرسخ لدينا مشاعر الحاجة إلى الآخرين، وتبدأ حركة التأثير والتأثر، والشعور بالحاجة إلى الآخرين.. إن كل واحد منا مطالب بالإيمان بأن الحوار ليس شعاراً نرفعه أو شيئاً تزييناً نتجمل به، وإنما هو مصدر لتعبير الأفكار وتنمية الاتجاهات وإزالة الأوهام ([10]).
13- الحوار وسيلة من وسائل التشاور وتلاقح الآراء والأفكار، وهو صورة مثلى لإجراء الشورى، إنه " أداة وعي مشتركة تتكوكب فيها الآراء، وتستعرض فيها المسائل، ويستخلص منها ما دل عليه الدليل الشرعي أو النظري، وهو وسيلة من وسائل الشورى والتناصح والتعاون على البر والتقوى، وهو بهذا طريق النضج وسبيل الكـمال " ([11]).
والشورى مبدأ إسلامي أصيل، وتحقيقها بضوابطها الشرعية سبب لمزيد من الرقي الفكري والتقدم، وسبب لنجاح اليقظة الإسلامية المعاصرة التي لا بد لها من " فتح قنوات الحوار تحقيقاً لمبدأ الشورى الذي أمر الله عز وجل به، فإحياء الحوار والمراجعة، وتشجيع صفتي المناصحة والنقد في صفوف جميع العاملين للإسلام من أهم العوامل التي تساعد على تدارك النقص وتقويم الخطأ كما تعـين على تماسك البناء ونضجه " ([12]).
إن العالم يعج بألوان الحوار التي تمنع ويلات وحروباً ودماراً، إذ إن البديل الأسرع للحوار هو الحرب، وذلك ما نشهده حين يصل الحوار إلى طريق مسدود فينشب الصراع، وليس الهدف من الحوار إرغام طرف على قبول ما يقوله طرف آخر، بل " إن من أبرز أهداف الحوار تأكيد أن الغاية منه ليست الوصول بالطرف الآخر إلى قناعة المحاور وإلغاء قناعة الطرف الأول الفكرية، وإنما هي إظهار الحق المدعم بالبراهين والأدلة " ([13]).
إن لغة الحوار وثقافة الحوار صمام الأمان لعالم اليوم الذي يموج بالتنوع ويقاد قسْراً إلى التوحّد على نمط واحد يروّج لـه أصحابه بوصفه النمطَ الأمثل للحياة، وتعارضه في الوقت نفسه أمم وشعوب وحضارات عديدة، لكن دعاة ذلك التوحد يملكون القوة والمال ووسائل الإعلام لفرض رؤاهم وثقافتهم، إن الحوار سوف ينقذ حضارات وأمماً من الذوبان والسقوط الحضاري في " فخ العولمة " ([14]) بمعنى " الأمركة ".
وإذا لم يكن لدى غيرنا - نحن المسلمين - من شعوب الأرض ما تبكي عليه حيث تخلّت كثير منها عن ثقافتها وإرثها بل عن لغاتها أحياناً للنموذج الغربي فحضارتنا لديها ما يستحق الذود عنه بل الجهاد - وهو مصطلح يُزعج الغرب كثيراً - للحفاظ عليه، إنه الإرث العظيم، إرث الأمة الوسط، الأمة الشاهدة حين لا تُقبل شهادة غيرها، الأمة المحافظة على كلمة التوحيد التي أهملتها كل الأمم في عالم اليوم إلا هي.
إننا نعيش في عصر تشيع فيه ثقافة الحوار والتفاوض، ما من شيء في عصرنا إلا ويتفاوض الناس حوله ويتحاورون، ففي مدينة جنيف على سيبل المثال تتم سنوياً عشرة آلاف عملية تفاوضية، ومثـلها في نيويورك ([15]) وهذا بدوره يملي علينا نحن أمة الإسلام أن نقعّد القواعد والأسس التفاوضية والحوارية المنبثقة عن حضارتنا وقيمنا، ولعل هذا البحث يكون محاولة في هذا السبيل.
وأخيراً نقول: إننا في حاجة ملحة إلى إشاعة ثقافة الحوار والتفاوض داخلياً وخارجياً، لمزيد من التفاهم بين المسلمين، ذلك التفاهم الذي يكاد يكون مفقوداً أو على الأقل غير فاعل، حتى وصل الأمر إلى الفرقة والاختلاف وإضاعة الفرص وتمكين العدو منا، بل الحرب بين المسلمين أحياناً !!
وإذا كان " العالم المتقدم قد أدرك أهمية هذه الثقافة الآنية والمستقبلية فما أحوجنا نحن - خاصة في إطار ظروف التقهقر الحضاري الراهن في عالمنا العربي والإسلامي- إلى تعرف أساليب استيعاب هذه الثقافة تماماً، بل علينا أن نسهم في تطويرها من واقعنا وقيم حضارتنا العـريقة " ([16]).
والتربية الحوارية تربية على منهج العقل المنضبط بالشرع، ولذا فإننا "ينبغي أن نسعى في تربية الناشئة وطلبة العلم على هذا النوع من التفكير المنهجي، لكي ينطلق الطالب في تعلمه وتعليمه لفنه من قاعـدة ومنهج بدلاً من سير عشوائي ليس لـه ضـوابط تضبطه أو أعلام يهتدي بها " ([17]).
هذا، وسنذكر المزيد عن أهمية الحوار ومقاصده في القرآن الكريم والسيرة والسنة النبوية في مباحث الدراسة إن شاء الله.
[1] - رواه البخاري (103) والترمذي (2426).
[2] - يحيى بن محمد حسن زمزمي: الحوار: آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة:46، ط2 دار المعالي - الأردن 1422هـ - 2002م.
[3]- رواه الترمذي واللفظ لـه من حديث أبي الدرداء (2509) وقال: هذا حديث صحيح، وأبو داود (4919) وهو في صحيح الجامع الصغير (2595).
[4]- منى إبراهيم إسماعيل اللبودي: تنمية فنيات الحوار وآدابه لدى طلاب المرحلة الثانوية: 86، رسالة دكتوراه بكلية التربية - جامعة عين شمس، القاهرة 2000م.
[5]- حبيب أعراب: الحجاج والاستدلال الحجاجي (مقال سابق): 111.
[6]- الندوة العالمية للشباب الإسلامي: في أصول الحوار: 7، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة 1419هـ - 1998م.
[8] - د/ صالح بن عبد الله بن حميد: أصول الحوار وآدابه في الإسلام، نسخة محملة من شبكة الإنترنت: www.saaid.net/mktarat/.
[9] - انظر: سلمان بن فهد العودة: أدب الحوار : 16 – 17، ط1 مكتبة الرشد، الرياض 1424هـ.
[10] - د/ عبد الكريم بكار: الحوار المتسامح: 13، مقال بمجلة المعرفة، تصدرها وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية عدد (121) ربيع الآخر 1426هـ - مايو 2005 م.
[11]- أحمد بن عبد الرحمن الصويان: الحوار: أصوله المنهجية وآدابه السلوكية: 28، دار الوطن للنشر، الرياض 1413هـ.
[13] - د/ رقية طه جابر العلواني: فقه الحوار مع المخالف في ضوء السنة النبوية: 163.
[14]- عنوان كتاب "فخ العولمة" تأليف: هانس بيترمان، هارالد شومان، ترجـمة: د/ عدنان عباس علي، عالم المعرفة (238) الكويت،جمادى الآخرة 1419هـ-أكتوبر 1998م، وقد بين فيه المؤلفان حقيقة العولمة وكونها محاولة لفرض رؤية الطرف الغربي - خصوصاً الأمريكي - على الحضارات الأخرى.
[15]- د/ حسن محمد وجيه: مقدمة في علم التفاوض السياسي والاجتماعي (مرجع سابق): 33.
[17]- د/ عبد الله بن ضيف الله الرحيلي: قواعد ومنطلقات في أصول الحوار وردّ الشبهات:11، ط دار المسلم، الرياض 1414هـ - 1994م.