الآيات :
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)
كيف نقرأها :
http://media.old.rasoulallah.net/Quran/Mshary/002157.mp3
http://media.old.rasoulallah.net/Quran/Mshary/002158.mp3
http://media.old.rasoulallah.net/Quran/Mshary/002159.mp3
شرح الكلمات :
{ الصلوات } : جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها .
{ ورحمة } : الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر ، وأعظم ذلك دخول الجنة بعد النجاة من النار .
{ المهتدون } : إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم وصبرهم على ذلك .
{ الصفا والمروة } : جبل مقابل البيت في الجهة الشرقية الجنوبية ، والمروة جبل آخر مقابل الصفا من الجهة الشمالية والمسافة بينهما قرابة ( 760 ) ذراعاً .
{ شعائر الله } : أعلام دينه جمع شعيرة وهي العلامة على عبادة الله تعالى فالسعي بين الصفا والمروة شعيرة لأنه دال على طاعة الله تعالى .
{ الحج } : زيارة بيت الله تعالى لأداء عبادات معينة تسمى نسكاً .
{ العمرة } : زيارة بيت الله تعالى للطواف به والسعي بين الصفا والمروة والتحلل بحلق شعر الرأس أو تقصيره .
{ الجناح } : الاثم وما يترتب على المخالفة بترك الواجب أو بفعل المنهى عنه .
{ يطوَّف } : يسعى بينهما ذاهباً جائياً .
{ خيراً } : الخير اسم لكل ما يجلب المسرة ، ويدفع المضرة والمراد به هنا العمل الصالح
{ يكتمون } : يخفون ويغطون حتى لا يظهر الشىء المكتوم ولا يعرف فيؤخذ به .
{ البينات } : جمع بينة وهي ما يثبت به شيء المراد إثباته ، والمراد به هنا ما يثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من نعوت وصفات جاءت في كتاب أهل الكتاب .
{ الهدى } : ما يدل على المطلب الصحيح ويساعد على الوصول إليه والمراد به هنا ما جاء به رسول الله من الدين الصحيح المفضي بالآخذ به إلى الكمال والسعاة في الدنيا والآخرة .
{ فى الكتاب } : التوراة والانجيل .
{ اللعنة } : الطرد والبعد من كل خير ورحمة .
{ اللاعنون } : من يصدر عنهم اللعن كالملائكة والمؤمنين .
معنى الآيات :
في الآية ( 157 ) أخبر تعالى مبشراً أولئك الصابرين بمغفرة ذنوبهم وبرحمة من ربهم ، وإنهم المهتدون إلى سعادتهم وكمالهم .
فقال : { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك المهتدون } .
و في الآية ( 158 ) يخبر تعالى مقرراً فرضية السعي بين الصفا والمروة ، ودافعاً ما توهمه بعض المؤمنين من وجود إثم في السعي بينهما نظراً إلى أنه كان في الجاهلية على الصفا صنم يقال له إسافٌ ، وآخر علىلمروة يقال له نائلة يتمسح بهما من يسعى بين الصفا والمروة فقال تعالى : إن الصفا والمروة يعني السعي بينهما من شعائر الله أي عبادة من عباداته إذ تعبد بالسعي بينهما نبيه إبراهيم وولده إسماعيل والمسلمون من ذريتهما . فمن حج البيت لأداء فريضة الحج أو اعتمر لأداه واجب العمرة فليسع بينهما إداءً لركن الحج والعمرة ولا إثم عليه في كون المشركين كانوا يسعون بينهما لأجل الصنمين : اساف ونائلة .
ثم أخبر تعالى واعداً عباده المؤمنين أن من يتطوع منهم بفعل خير من الخيرات يجزه به وثبه عليه ، لأنه تعالى يشكر بعباده المؤمنين أعمالهم الصالحة وثيبهم عليها لعلمه بتلك الأعمال ونيات أصحابها ، هذا معنى قوله تعالى : { فمن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم } .
و في الآية ( 159 ) عاد السياق بعد الاجابة عن تحرج بعض المسلمين من السعي بين الصفا والمروة عاد إلى التنديد بجرائم علماء أهل الكتاب ، ودعوتهم إلى التوبة بإظهار الحق والايمان به فأخبر تعالى أن الذين يكتمون ما أنزله من البينات والهدى في التوراة والانجيل من صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والأمر بالايمان به وبما جاء به من الدين ، هؤلاء البعداء يلعنهم الله تعالى وتلعنهم الملائكة والمؤمنون .
من هداية الآية :
1- وجوب السعي بين الصفا والمروة لكل من طاف بالبيت حاجاً أو معتمراً وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي » . ( رواه الدارقطني ولم يعل ) وسعى صلى الله عليه وسلم في عمراته كلها وفي حجه كذلك .
2- لا حرج في الصلاة في كنيسيةٍ حولت مسجداً ، ولا يضر كونها كانت معبداً للكفار .
3- الترغيب في فعل الخيرات من غير الواجبات ، وذلك من سائر النوافل كالطواف والصلاة والصيام والصدقات والرباط والجهاد .
4- حرمة كتمان العلم وفي الحديث الصحيح « من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار » .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه في ظروف معينة : ( لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم حديثاً ) وتلا { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات } إلخ . . .
أحكام التجويد
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
أُولَٰئِكَ : مد واجب متصل 4 أو 5 حركات
صَلَوَاتٌ مِنْ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )
مِنْ رَبِّهِمْ : إدغام كامل بغير غنة ( النون في الراء)
الْمُهْتَدُونَ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
مِنْ شَعَائِرِ : إخفاء النون عند الشين
فَمَنْ حَجَّ : إظهار النون لأن بعدها حرف حلقي
أَنْ يَطَّوَّفَ : إدغام ناقص بغير غنة (النون في الياء)
وَمَنْ تَطَوَّعَ : إخفاء النون عند التاء
خَيْرًا فَإِنَّ : إخفاء النون عند الفاء
شَاكِرٌ عَلِيمٌ : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
عَلِيمٌ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)
مَا أَنْزَلْنَا : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات
مِنْ بَعْدِ : إقلاب النون الى ميم لأن بعدها حرف الباء
اللَّاعِنُونَ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات في آخر الكلمة
المقال السابق
المقال التالى