عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 
المطلب الرابع: أسرى مكة:

وهذا من أعظم المواقف في السيرة النبوية – وخاصة إذا وضعت التاريخ المظلم  لقريش مع رسول الله   صلى الله عليه وسلم  - فقد فتح رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مكة، ودان له كُلُّ من فيها، وأصبحوا ملك يده  صلى الله عليه وسلم ، وله حق التصرف فيهم كما يشاء، فماذا فعل  صلى الله عليه وسلم ؟

لقد قال لهم  صلى الله عليه وسلم : "يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتَعَظُّمَها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب"، ثم تلا هذه الآية: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[1]".
ثم قال  صلى الله عليه وسلم : "يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟".
قالوا: خيرًا، أَخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريم.
قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"[2].

ويتضح لنا بجلاء من لفظ الطلقاء أنهم كانوا في حكم الأسرى، ومَنَّ عليهم الرسول  صلى الله عليه وسلم  بإطلاق سراحهم، ولم يمسهم  صلى الله عليه وسلم  بأدنى سوء؛ بل إنه أكرمهم وأنزلهم منزلة عالية، مما يدلّ على سُمُوِّ أخلاقه ورحمته  صلى الله عليه وسلم .
 
-----------------------------------

[1] (الحجرات: 13).
[2] ابن هشام: السيرة النبوية 2/411، ابن القيم: زاد المعاد 3 / 356، السهيلي: الروض الأنف 4/170، ابن كثير: السيرة النبوية 3/570. وقال الألباني: نقله الحافظ ابن كثير في "البداية و النهاية" ساكتًا عليه، و هذا سند ضعيف مرسل.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق