مضار الجدال :
1- صفة من صفات الكافرين :
( و َيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) الكهف 56 .
و قوله تعالى : ( وَ قَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) الزخرف 58 .
2- و أيضًا من صفات أولياء الشيطان :
( وَ إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ) الأنعام 121 .
3- من صفات المتكبرين :
( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) غافر 56 .
4- من أسباب العذاب :
قال تعالى : ( وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) الحج .
فانظر إلى هذا الوعيد من الله تعالى لمن جادل في الله و في الدين بغير أن يكون عنده أي وسيلة من وسائل إظهار الحق .
و هذه الوسائل هي : العلم ، الهدى و الكتاب .
فهذا المجادل الذي يجادل بالباطل لمجرد الجدال و لمجرد الاختلاف توعده الله بالخزي في الدنيا و العذاب يوم القيامة .
وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَ يَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ) الحج 3 .
5- يفسد العبادة :
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ ) البقرة 197 .
قال مالك - رحمه الله تعالى - : قال الله تعالى : ( فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ ) ، الرّفث : إصابة النّساء ، و الفسوق : الذّبح للأنصاب، و الجدال في الحجّ : أنَّ قريشًا كانت تقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة بقزح ، و كانت العرب و غيرهم يقفون بعرفة فكانوا يتجادلون ، يقول هؤلاء : نحن أصوب ، و يقول هؤلاء : نحن أصوب . فقال الله تعالى : ( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ ) الحج . فهذا الجدال .
الجدال في السنة :
6- الكفر :
عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لا تجادلوا في القران فإنًّ الجدال فيه كفر » . السلسلة الصحيحة الألباني .
7- من علامات الضلال بعد الهدى :
وَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ » . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ : ( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جدلًا بل هم قوم خصمون ) . رَوَاهُ أَحْمد وَ التِّرْمِذِيّ وَ ابْن مَاجَه و صححه ألألباني .
و هو نوع من الكفر .
8-يوقع الفتنة و البغضاء :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : « كنَّا جلوسًا عند باب رسول الله صلى الله عليه و سلم نتذاكر ينزع هذا بآية و ينزع هذا بآية ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كما يفقأ في وجهه حب الرمان ، فقال : يا هؤلاء بهذا بعثتم أم بهذا أمرتم ؟ ، لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض » . حسنه الألباني
فتدبر أخي المسلم ما يجره الجدال على صاحبه من العواقب الوخيمة و الآثار العظيمة و الأضرار الجسيمة ، و إذا أردت أن تكون مصلحًا حقًا فعليك أن تبتعد عن الجدال .
و كان السلف رحمهم الله يدركون خطورة الجدال ، لذلك فقد تكلموا فيه ؛ و قد نقلت لكم بعض أقوال سلفنا الصالح رحمهم الله في الجدال لتتدبروا و ليتدبر أولو الألباب .