لقاء مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلق العفة فى خير البشر
العفة فضيلة تقى الانسان من أن يرتكب بلسانه أو يده أو شهوته ما لايحل له ؛ وربما تمنعه من الحلال إباء وأنفة . وقد بلغ النبى صلى الله عليه وسلم أعلى الدرجات فى جميع دروب العفة وأنواعها ؛ فقد كان المثل الأعلى فى الفضائل كلها ؛ والعفة موصولة ببعضها كالامانة ؛ والعدل ؛ والقناعة ؛ والايثار والزهد . وعفته عن الفاحشة هى من البديهيات التى لاتحتاج الى تفصيل أو تبيان أو توضيح ؛ وقد عصم الله نبيه من الفاحشة منذ طفولته ؛ فلم يزل قط ؛ ولم يهم بفاحشة قط ؛ حتى ان يده لم تمس امرأة الا اذا كانت زوجته أو محرماً أو ملك يمين .
وقد سن للمسلمين اداب الطريق ؛ فنهاهم عن الجلوس فى عرض المارة ؛ فانه لابد من أن تمر النسوة يستحين من تطلع الانظار اليهن ؛ أو تمر بعض النساء فتبدوا منهن عن غير قصد بعض زينتهن ؛ فان اضطر الناس الى الجلوس بقارعة الطريق ؛ كان عليهم أن يلتزموا آدابه ؛ ومنها أن يغضوا أبصارهم ؛ فلا يعلقوها بهذه أو تلك ؛ قال صلى الله عليه وسلم " لاتجلسوا على ظهر الطريق ؛ ان ابيتم فغضوا الابصار ؛ وردوا السلام ؛ واهدوا الضال ؛ وأعينوا الضعيف " .
الخرائطى فى مكارم الاخلاق عن ابن عباس : نقلا عن كتاب : فى رحاب التفسير – عبد الحميد كشك – الجزء التاسع والعشرون – الكتاب الاول – تفسير سورة المزمل .
وكان صلى الله عليه وسلم عفيف اللسان حتى فى أشد حالات الخصام ؛ لم يعرف البذاء والسباب سبيلاً الى فمه ؛ لما رحل عن ثقيف قال له بعض أصحابه : يارسول الله : أدع عليهم . فقال : اللهم اهد ثقيفاً وات بهم ؛ وكذلك فعل لما سُئل الدعاء على دوس (2) .صحيح البخارى – كتاب المغازى 5/220
وسأله بعض أصحابه أن يدعو على قريش بعد غزوة أحد ؛ فقال انما بعثت رحمة ؛ ولم أبعث لعاناً ؛ اللهم اغفـر لقومى فانهم لايعلمون ؛ فلم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك ؛ مع أنهم أعـداؤه وقد اقتصر من الدعاء على المشركين فى غزوة الاحزاب بقوله : " اللهم منزل الكتاب سريع الحساب ؛ اللهم اهزم الاحزاب ؛ اللهم اهزمهم وزلزلهم " . صحيح البخارى – كتاب المغازى – 5/142
لكنه لم يدع عليهم بالهلاك المدمر أو بالابادة القاضية ؛ وكان يستطيع أن يدعو عليهم بذلك لو اراد .
المجتمع الفاضل
وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تكوين المجتمع الفاضل ؛ فأمر المسلمين بالعفة ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : " ان الله يحب الفقير المتعفف أبا العيال " . سنن ابن ماجه – كتاب الزهد 2/1380 رقم الحديث 4121
وقال صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى " .اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث برقم 612
وقال صلى الله عليه وسلم : " لان يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه ) متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث رقم 618
وقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الغنى عن كثرة العرض ؛ ولكن الغنى غنى النفس " . متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث برقم 624
وسأل ناس من الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ؛ ثم سألوه فأعطاهم ؛ حتى نفد ما عنده ؛ فقال " ما يكون عندى فلن ادخره عنكم ؛ ومن يستعفف يعفه الله ؛ ومن يستغن يغنه الله ؛ ومن يتصبر يصبره الله ؛ وما أعطى أحد عطاء خير و اوسع من الصبر " متفق عليه اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث برقم 627
وقد ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم القيامه يوم لا ظل الا ظله " رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : انى اخاف الله " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان حديث برقم 610 .