عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

الشبهة الرسول يقرأ القرآن فى حجر عائشة وهى حائض
 
قال بعض أعداء الإسلام إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن ورأسه فى حجر زوجته السيدة عائشة ألا يعد ذلك استهانة بالقرآن ألم يأمر نساء المسلمين الحيض من اعتزال قراءة القرآن.
 
دليل الشبهة
 
عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ
 
(كَانَ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِى حَجْرِى وَأَنَا حَائِضٌ)
 
وفى رواية أخرى للبخارى
 
(كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئ فِى حِجْرِى وَأَنَا حَائِض فَيَقْرَأ الْقُرْآن)
 
الرد على الشبهة
 
الحكم على الحديث
 
من الأمانة العلمية أن نقول بأنه يجب التسليم بصحة الحديث النبوى الشريف ([1])
 
ومن الأمانة أيضا أن نعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم هو المشرع للأمة لأجل ذلك فعل أشياء لتؤخذ عنه صلى الله عليه وسلم ويسير عليها الناس.
 
ومن ذلك قراءته القرآن فى حجر السيدة عائشة رضى الله عنها وهى حائض ،
 
ونستفيد من فعله هذا عدة أمور
 
1- أن الإسلام قد أكرم المرأة وعاملها معاملة حسنة حتى وهى فى وقت الحيض فلقد كانت المرأة فى الجاهلية تُعتزل حين الحيض ويُنصب لها خيمةٌ خارجَ البيتِ تمكثُ فيهاالأيام والليالى التى تكون حائضا فيها كالبهيمة معها طعامها وشرابها
 
الدليل على ذلك
 
عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يُؤَاكلوها ولم يجامعوها فى البيوت، فسأل أصحابُ النبى [النبيَّ] صلى الله عليه وسلم فإن  زل الله عز وجل: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ) حتى فرغ من الآية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اصنعوا كل شيء إلا النكاح". فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يَدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه! فجاء أسيد بن حُضَير وعبَّاد بن بشر فقالا يا رسول الله، إن اليهود قالت كذا وكذا، أفلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أن قد وَجَدَ عليهما، فخرجا، فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل فى آثارهما، فسقاهما، فعرفا أن لم يَجدْ عليهما.([2])ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة .
 
وجه الدلالة
 
نهى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه عن اعتزال النساء فى فترة الحيض بل وأباح للرجل أن يأكل ويشرب ويتعامل مع زوجته معاملة عادية فى أثناء فترة الحيض اللهم إلا العلاقة الزوجية الكاملة فى تلك الفترة
 
قال ابن كثير
 
وتحل مضاجعتها([3]) ومؤاكلتها بلا خلاف. قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنى فأغسل رأسه وأناحائض([4]) ، وكان يتكئ فى حجرى وأنا حائض، فيقرأ القرآن 
 
وفى الصحيح عنها قالت:
 
كنت أتعرّق العَرْق([5]) وأنا حائض، فأعطيه النبى صلى الله عليه وسلم، فيضع فمه فى الموضع الذى وضعت فمى فيه، وأشرب الشراب فأناوله، فيضع فمه فى الموضع الذى كنت أشرب([6]) .
 
وروى أبو داود عن جابر بن صُبْح  سمعت خلاسًا الهَجَرى قال: سمعت عائشة تقول: كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نبيت فى الشعار الواحد، وإنى حائض طامث، فإن أصابه منى شيء، غسل مكانه لم يَعْدُه، وإن أصاب -يعنى ثوبه -شيء غسل مكانه لم يَعْدُه، وصلى فيه ([7]) .
 
     وإنما حرم الإسلام الجماع فقط فقد روى عن مسروق قال: قلت لعائشة: ما يحرم على الرجل من امرأته إذا كانت حائضًا؟ قالت : فرجها([8]).
 
قال ابن حجر فى فتح الباري
 
أن النبى صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ليعلمنا جَوَاز مُلَامَسَة الْحَائِض وَأَنَّ ذَاتهَا وَثِيَابهَا عَلَى الطَّهَارَة مَا لَمْ يَلْحَق شَيْئًا مِنْهَا نَجَاسَةٌ ، فالفقهاء مجمعون على أن المرآة الحائض طاهرة عدا ما أصاب بعض أعضائها من الدم.
 
وقال النووى فى شرح مسلم .
 
فِيهِ جَوَاز قِرَاءَة الْقُرْآن مُضْطَجِعًا وَمُتَّكِئًا عَلَى الْحَائِض وَبِقُرْبِ مَوْضِع النَّجَاسَة
 
وأخيرا فإننا نكرر أن أفعاله صلى الله عليه وسلم إنما هى تشريع للأمة وتعليم لها إلا ما كان خاصا به صلى الله عليه وسلم والأحكام الخاصة به عليه الصلاة والسلام لها أدلة تفيد الخصوص وهذا الحكم عام لأنه لم يرد له ما يخصصه
 
خاصة وأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن يبين بالواقع العملى وجوب تغير نظرة المجتمع إلى المرأة الحائض
 
------------------
 
[1]ـ رواه البخارى ومسلم فى صحيحه وأبوداود ، وابن ماجة والإمام أحمد فى مسنده
 
[2]ـ سبق تخريجه روى الإمام أحمد فى مسنده فقال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت،
 
[3]ـ مضاجعتها يعنى النوم معها فى فراش واحد ولا يعنى بذلك الجماع الكامل
 
([4])  صحيح مسلم برقم 297 .
 
[5]ـ وكنت أتعرّق العرق بفتح العين وسكون الراء أى آخذ اللحم من العرق بأسنانى =  = وهو عظم أخذ معظم اللحم منه وبقيت عليه بقية ينظر مرقاة المفاتيح جـ 2 صـ 230.
 
([6]) أخرجه النسائى فى سننه بسند صحيح .
 
([7]) رواه أبو داود والنسائى والدارمى بسند صحيح .
 
([8]) رواه الطبرى فى تفسيره بسند صحيح . 



                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق