عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

عن أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ  رضي الله عنه قال:

«اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ  وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ »

أخرجه البخاريُّ في مواضع منها: (6363)، وغيرُه.

 

شرح الحديث:

 

قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : هَذَا الدُّعَاء مِنْ جَوَامِع الْكَلِم.

 

(اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ) الهمُّ إنما يكون في أمر متوقع، والحزَن فيما وقع. والهم هو الحُزْن الذي يُذيب الإنسان، فهو أشد من الحزن، وهو خشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم، وقال القاضي: الفرق بين الهم والحزن أن الحزن على الماضي، والهم للمستقبل ،

 

(وَالْعَجْزِ) القصور عن فعل الشئ ، وهو ضد القدرة ، وأصله التأخر عن الشئ.

 

(وَالْكَسَلِ) التثاقل عن الشئ مع وجود القدرة والداعية

 

 (وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ) أَصْل "الضَّلَع" الِاعْوِجَاجُ ، يُقَال ضَلَعَ أَيْ مَال  وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا: ثِقَل الدَّيْن وَشِدَّته، وَذَلِكَ حَيْثُ لَا يَجِد مَنْ عَلَيْهِ الدَّيْن وَفَاءً؛ وَلَا سِيَّمَا مَعَ الْمُطَالَبَة .

وَقَالَ بَعْض السَّلَف: مَا دَخَلَ هَمّ الدَّيْن قَلْبًا إِلَّا أَذْهَبَ مِنْ الْعَقْل مَا لَا يَعُود إِلَيْهِ.

 

 (وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) شدة تسلطهم بغير حق تغلُّبا وجدلا، كَاسْتِيلَاءِ الرِّعَاع هَرْجًا وَمَرْجًا . اِسْتَعَاذَ  صلى الله عليه وسلم مِنْ أَنْ يَغْلِبهُ الرِّجَال لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْوَهْن فِي النَّفْس وَالْمَعَاش.

 

قال ابن القيم:  كل اثنين منها قرينتان:

1- فالهم والحزن قرينتان؛ إذِ المكروهُ الوارد على القلب إنْ كان من مستقبلٍ يتوقعه أحدثَ الهمَّ،  أو من ماضٍ أحدثَ الحزنَ ،

 

2- والعجز والكسل قرينتان؛  فإنْ تخلف العبد عن أسباب الخير؛ إن كان لعدم قدرته فالعجز،  أو لعدم إرادته فالكسل ،

3-  والجبن والبخل قرينتان؛ فإنّ عدم النفع إنْ كان ببدنه فالجبن، أو بماله فالبخل ،

 

4-وضلع الدين وقهر الرجال قرينتان؛ فإن استعلا الغَيْرُ عليه؛ إنْ كان بحقٍ فضلعُ الدينِ، أو بباطل فَهُمٌ الرجال. انتهى من  كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.

 

 

(تنبيه) قال بعضهم:  يجب التدقيق في فهم كلام النبوة ومعرفة ما انطوى تحته من الأسرار ؛

فالمحقِّق ينظر ما سببُ حصولِ القهر من الرجال فيجده من الحِجاب عن شُهود كونه سبحانه هو المحرِّكَ لهم حتى قهروه،  فيرجع إلى ربّه فيكفيه قهرَهم،

 والواقف مع الظاهر لا يشهده من الحق، بل من الخَلْق، فلا يزال في قهر!

 

ولو شهِدَ الفِعْلُ من الله لزال القهرُ ورضيَ بحُكم الله، فما وقعتِ الاستعاذةُ إلا من سبب القهر الذي هو الحجاب.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق