حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه .
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أبو عمارة ، وقيل أبو يعلى ، كان عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخاه من الرضاعة ، أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم )) [1].
أسلم بمكة في السنة السادسة من النبوة ، وذلك لما نال أبو جهل وعدي بن الحمراء وابن الأصداء من النبي صلى الله عليه وسلم وشتموه وآذوه ، فبلغ ذلك حمزة فدخل المسجد مغضبا ، فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه ، وقامت رجال من بني مخزوم لنصرة أبي جهل ، وقالوا لحمزة : ما نراك إلا قد صبئت يقصدون : أسلمت )) فرد قائلا : وما يمنعني وقد استبان لي ذلك منه ، أنا أشهد أنه رسول الله ، وأن الذي يقول حق ، فوالله لا أنزع ، فامنعوني إن كنتم صادقين ، فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة ، لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا .[2]
وكان إسلامه عزا للإسلام وأهله رضي الله عنه .
هاجر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى المدينة ونزل على كلثوم بن الهدم ، وقيل على سعد بن خيثمة . [3]
استشهد يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة ن وهو يومئذ ابن تسع وخمسين سنة ، قتله وحشي بن حرب وشق بطنه ، وأخذ كبده وجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة ، فمضغتها ثم لفظتها ، ثم جاءت فمثلت بحمزة ، وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة . [4]
واعتنى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته عناية خاصة منذ استشهاده إلى أن جهز وصلي عليه ودفن ، وكان أول من صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من الشهداء ، وكبر عليه أربعا ، ثم جمع إليه الشهداء ، فكلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد ، حتى صلى عليه سبعين مرة )) [5].
-----------------------------------------
[1]معرفة الصحابة ( 1 / 672 )
[2]انظر : المستدرك على الصحيحين ( 2 / 213 )
[3]الطبقات الكبرى لابن سعد ( 3 / 9 )
[4]الطبقات الكبرى ( 3 / 10 )
[5]الطبقات الكبرى ( 3 / 11)
المقال السابق
المقال التالى