المثال الثالث : نهي الحسن بن علي بن أبي طالب عن أكل الصدقة .
من الأحكام الخاصة بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم حرمة أكل الصدقة عليهم وعدم حلها لهم ، لأنها أوساخ الناس ، ولا تليق بمقامهم الذي أنزلهم الله تعالى من بين الناس تكريما لهم وتشريفا ، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أهله ما يتعلق بهذا الحكم ويربيهم على تجنب ما يخالفه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة ، فجعلها في فيه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : كخ كخ ليطرحها ، ثم قال : أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة [1].
قال ابن حجر رحمه الله : وقوله صلى الله عليه وسلم : (( كخ )) بفتح الكاف وكسرها وسكون المعجمة مثقلا ومخففا ، وبكسر الخاء منونة ، وغير منونة ، فيخرج من ذلك ست لغات ، والثانية تأكيد للأولى ، وهي كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يستقذر ، قيل : عربية ، وقيل : أعجمية ، وزعم الداودي أنه معربة ، وقد أوردها البخاري في باب من تكلم بالفارسية )) [2].
وقال النووي رحمه الله : وفي الحديث : أن الصبيان يوقون ما يوقاه الكبار ، وتمنع من تعاطيه ، وهذا واجب على الولي )) [3]، وذلك من باب التربية الوقائية والتنشئة على تجنب الرذائل ليتدرب على تركها وهو صغير غير مؤاخذ بها شرعا ، حتى إذا كبر سهل عليه تركها .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]صحيح البخاري ( 2 / 542 ) صحيح مسلم ( 2 / 571 )
[2]فتح الباري ( 3 / 355 )
[3]شرح صحيح مسلم ( 7 / 175 )
المقال السابق
المقال التالى