عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب
الكاتب أماني زكريا الرمادي
تاريخ الاضافة 2010-11-20 04:49:49
المشاهدات 2423
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

ثالثاً : رفقه صلى الله عليه وسلم بخصومه:

يتجلى حرصه صلى الله عليه وسلم على مواجهة خصومه بالرفق في صلح الحديبية فقد أملى الرسول الى كاتبه أن يكتب " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل سفير قريش: ما الرحمن الرحيم , اكتب باسمك اللهم .

ولما ذهب يملى عليه : قال النبى اكتب :

هذا ما صالح عليه محمد رسول الله . قالوا : لو شهدنا انك رسول الله لم نقاتلك ولكن اكتب باسمك وباسم أبيك .

و رضي النبي ؛ والمسلمون غاضبون يكاد الحنق يذهب بألبابهم .

ومضى الرسول رحيما بأعدائه يعفو عنهم فقد عفا عن فضالة بن عمير وقد أراد أن يقتله . ووضع الرسول يده على صدر فضالة فسكن قلبه وقال : والله ما رفع يده عن صدري حتى كان أحب خلق الله الى . وما أحد من  خلق الله أحب الى منه .

وعفا عن صفوان , اذ خرج بعد أن دخل النبي مكة هاربا إلى البحر , يريد أن يقذف نفسه فيه . فذهب عمير بن وهب الى رسول الله يطلب له الأمان فأمنه . فقال اعطني آية يعرف بها أمانك .

فأعطاه عمامته التي دخل بها مكة فأدركه عمير  وهو يريد ان يركب البحر . فناداه : يا صفوان . فداك أبي وأمي،  الله الله فى نفسك أن تهلكها. فهذا أمان رسول الله قد جئتك به . قال إني أخافه على نفسي . قال : هو أحلم من ذلك وأكرم .

ذهب صفوان إلى رسول الله وقال له : ان هذا يزعم انك أمنتني . قال. صدق قال فاجعلني بالخيار شهرين ., قال أنت بالخيار أربعة أشهر .

و كان الرسول صلى الله عليه وسلم  يعفو عفو القادرين الكرام ويحلم حِلم الشجعان ، ويفرح بإسلام من كان بالأمس ألد الأعداء ،كما سنرى في السطور التالية :

في الطائف :

حين أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة فخرج إلى  الطائف،وقف أهلها  في صفين  يرمونه بالحجارة ،فدميت قدماه الشريفتان ، وشكا إلى الله تعالى ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس ...فنزل   جبريل عليه السلام ، (وقال يا محمد:" لو شئت أن أطبق عليهم الأخشبين "جبلين بمكة" لفعلت" ، فقال له رسول الرحمة والتسامح:" لا ، لعل الله يخرج من بين ظهرانيهم من يعبد  الله لا يشرك به شيئا" ، و قد صحت نظرة الرحمة والحلم المحمدية ، ودخل الناس في هذه الأماكن وغيرها في دين الله أفواجا !!!

وفي بدر ، حينما أشار عليه الحباب بن المُنذر بتغوير بعض آبار الماء لكي يشرب المسلمون ولا يشرب الكفار أعداؤهم ، وسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى الماء شطر الليل وصنعوا الحياض ...سمح رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن وردها من الكفار بالشُرب ولم يمنعهم  "[1]

لمَّا شُجَّت وجنتاه صلى الله عليه  وسلم وكُسرت رباعيته يوم أُحد رفع يديه إلى السماء،فظن الصحابة أنه سيدعو على الكفار،ولكنه قال:" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" !!!

"كان العفو من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،وقد أمره به المولى تبارك وتعالى حين تنزل جبريل بالآية الكريمة:"خُذ العفوَ وَأْمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين" فسأله صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الآية،فقال له:" حتى أسال العليم الحكيم"،ثم أتاه فقال :" يا محمد إن الله يأمرك أن تصل من قطعك،و وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك"

وقد امتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه،فنراه:

ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً- فإن كان إثماً كان ابعد الناس عنه،كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1]نظمي خليل أبو العطا مرسي. مواقف سياسية من سيرة خير البرية، ص48-56

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق