عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم 40 مجلساً في صحبة الحبيب صلى الله عليه و سلم - د.عادل بن علي الشدي
تاريخ الاضافة 2010-10-27 16:31:59
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 2804
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

بُعث صلى الله عليه و سلم فِي الأرْبَعينَ مِن عُمْرِه، وَهُوَ سِنُّ الكَمالِ، فنَزل عَلَيْهِ المـَلَكُ بِحِرَاءٍ يَوم الإثْنينِ لسبعَ عَشرةَ لَيلةً خَلَتْ مِنْ رَمضانَ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عليهِ الوحيُ اشْتَدَّ ذَلك عَلَيْهِ، وَتَغَيَّر وَجهُه، وَعرِق جَبينُه.

فَلمَّا نَزل عليه الـمَلَكُ قَالَ لَهُ: اقْرأْ. قَال:"لَسْتُ بِقَارِئٍ". فَغَطَّهُ الـمَلَكُ حَتَّى بلغ مِنه الجهدُ، ثُمَّ قَال له: اقْرأْ. فقال: "لَسْتُ بِقَارِئٍ", ثَلاثًا. ثُمَّ قال: ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ (١)خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (٢)ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (٣)ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (٤)عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ  [العلق: 1 –5].

فَرَجَع رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم إِلى خَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا يرْتجِفُ، وَأخْبرَها بِمَا رَأى, فثبَّتَتْه وَقالتْ لَهُ: أبْشِرْ, فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبدًا، إِنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصْدقُ الحدِيث، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المعْدُوْمَ، وَتُقْرِي الضَّيْفَ, وَتُعِينُ عَلى نَوائِب الدَّهْر.

ثُمَّ انطلقتْ بِه خديجةُ حَتَّى أتتْ وَرقةَ بْنَ نَوفَل، وَهُو ابْنُ عَمِّ خَدِيجةَ، وَكَانَ امْرأً تَنصَّر فِي الجاهِلِيَّةِ، وَكان يَكْتُب الكِتَابَ العِبْرانيَّ، فَكتبَ مِنَ الإِنْجِيْلِ بِالعربيَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أن يكتُبَ, وَكَانَ شَيْخًا كبيرًا قد عَمِيَ، فَقَالَتْ لَه خديجَةُ: يَا ابْن عَمِّ! اسْمَعْ مِن ابْنِ أَخِيك. فَقَال لَهُ وَرقةُ: يَا ابْنَ أَخِي! مَاذَا تَرى؟ فَأخْبَره صلى الله عليه و سلم خَبَرَ مَا رَأى. فَقالَ لَهُ وَرقةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أنزَلَه اللهُ عَلَى مُوسى، يَا ليْتَنِي فِيها جَذَعًا, لَيتني أَكُون حيًّا إِذْ يُخْرِجُك قَومُك. فَقالَ صلى الله عليه و سلم: "أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟"قَالَ: نعمْ؛ لَم يأتِ رَجلٌ قَطُّ بمثْلِ مَا جِئتَ بِه إلا عُودِي، وَإن يُدرِكْنِي يَومُك أَنصُرْك نَصرًا مؤزَّرًا، ثُمَّ لم يلبثْ وَرقةُ أَن تُوُفِّي.

ثُمَّ فَتر الوحْيُ، فَمَكَثَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم مَا شاءَ اللهُ أَن يمكُثَ لَا يَرَى شَيئًا, فَاغتمَّ لذلِكَ، واشْتاقَ إِلى نُزول الوحْي.

ثُم تبدَّى لهُ الـمَلَكُ بَين السَّماءِ وَالْأَرْضِ عَلَى كُرسِيٍّ، فَثبَّته، وبشَّرهُ بأنَّه رسولُ اللهِ حَقًّا، فلمَّا رآهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم خَاف مِنْه، وَذَهبَ إِلى خَدِيجةَ وَقَال: "زَمِّلُوني, دَثِّرُونِي"فَأنزَل اللهُ عَليهِ: يَـٰٓأَيُّہَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١)قُمۡ فَأَنذِرۡ (٢)وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ (٣)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ  [المدَّثِّرْ: 1 –4].

فَأمرَهُ اللهُ تَعالى فِي هَذِه الآياتِ أَنْ يُنْذِر قَوْمَه، وَيدعُوَهمْ إِلى اللهِ، وَيُعظِّمَ اللهَ تباركَ وَتَعالى، ويطهِّر نَفسَه مِنَ المعَاصِي وَالآثامِ.

فشمَّر النبيُّ  عَنْ سَاقِ التكْلِيف, وَعَلِمَ أَنَّه رَسولُ اللهِ حَقًّا، وَقَام فِي طَاعةِ اللهِ أَتَمَّ قِيامٍ، يَدْعو إِلى اللهِ تَعالَى الكبيرَ وَالصَّغِير, وَالحرَّ والعبْدَ، والرِّجالَ والنِّساء، والأسودَ والأحمرَ, فاسْتجابَ لَه مِنْ كُلِّ قبيلةٍ أُناسٌ فَمَنْ أَرَادَ اللهُ فَوزَهُمْ وَنَجاتَهمْ فِي الدُّنيَا وَالآخِرةِ، فَدخلُوا فِي الْإِسلامِ عَلى نُورٍ وَبَصيرَةٍ, فَأخذَهُمْ سُفهاءُ مَكَّةَ بِالأذَى وَالعُقوبةِ, وَصَانَ اللهُ رَسولَهُ صلى الله عليه و سلم بعَمِّهِ أبي طَالبٍ, فَقَدْ كَان شَرِيفًا مُطاعًا فيهم، نَبِيلاً بَيْنهُم، لَا يتجَاسرُون عَلى مُفَاجَأتِه بِشيءٍ فِي أمرِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم، لِـمَا يَعلمُون مِن مَحبَّتِه لَهُ، كَما كَان على دينِهم وَهذا ما جَعَلَهُم يَصْبِرُونَ عَلَيْهِ وَلَا يُجَاهِرُونه بالعَدَاوةِ.

قَالَ ابْنُ الجوزيِّ: وَبَقِيَ  ثَلَاثَ سِنينَ يَتسَتَّر بالدَّعْوةِ، ثُمَّ نزل عَليه وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ[الشعراء: 214].

 خَرَجَ رَسُول اللهِ  حَتَّى صَعِدَ الصَّفا، فَهتفَ: "يَا صَبَاحَاهُ"فَقَالُوا: مَنْ هذا الَّذي يهتِفُ؟ قَالوا: مُحمَّد! فاجْتمعُوا إِليه فقال: "يَا بَنِي فُلانٍ! يَا بَنِي فُلَانٍ! يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! يَا بَنِي عَبْدِ المطَّلِبِ"فَاجْتمعُوا إليه فَقال: "أَرَأَيْتُم لَوْ أَخبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟"قَالوا: ما جرَّبْنا عَليك كَذِبًا. قال: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"فَقَالَ عمُّه أبُو لَهب: تَبًّا لك! أما جَمَعْتَنَا إِلَّا لهذا؟! ثُمَّ قَامَ، فنزَل قولُه تَعالى: تَبَّتۡ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ۬ وَتَبَّ   إِلى آخرِ السُّورَةِ [متفقٌ عليْهِ].

  




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق