اسمه ونسبه وكنيته:
أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن زيد بن امرئ القيس الكلبي، الحِبُّ بن الحِبِّ، يكنى أبا محمد، ويُقال أبو زيد. وأمه أم أيمن حاضنة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
بعض فضائله:
قال ابن سعد: وُلد أسامة في الإسلام، ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - وله عشرون سنة.
وقال ابن أبي خيثمة: ثماني عشرة، وكان أمَّره على جيش عظيم فمات النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتوجه فأنفذه أبو بكر، وكان عمر يجله ويكرمه، وفضله في العطاء على ولده عبد الله بن عمر، واعتزل أسامة الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة من عمل دمشق، ثم رجع فسكن وادي القرى، ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف.
وقال الذهبي: وكان شديد السواد، خفيف الروح، شاطراً، شجاعاً، رباه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأحبه كثيراً، وهو ابن حاضنة النبي- صلى الله عليه وسلم -أم أيمن، وكان أبوه أبيض، وقد فرح له رسول الله بقول مجزز المدلجي: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
وقالت عائشة في شأن المخزومية التي سرقت فقالوا : من يجترىء على رسول الله يكلمه فيها إلا أسامة حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. وقال ابن عمر أمَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسامة فطعنوا في إمارته، فقال: (إن يطعنوا في إمارته فقد طعنوا في إمارة أبيه، وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وأن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده ). وعن عمر أنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت عليَّ أمير. وعن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال: دخلت على فاطمة بنت قيس وقد طلقها زوجها .. فلما حلت، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(هل ذكرك أحد) . قالت: نعم معاوية وأبو الجهم، فقال: أما أبو الجهم فشديد الخلق، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، ولكن أنكحك أسامة، فقلت: أسامة؟! تهاونا بأمر أسامة. ثم قلت: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، فزوجينه فكرمني الله بأبي زيد وشرفني الله ورفعني به. وعن أسامة بن زيد قال : أدركت رجلاً أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه خبره فقال: (يا أسامة من لك بلا إله إلا الله ؟) . فقلنا: يا رسول الله، إنما قالها تعوذاً من القتل، قال: ( من لك يا أسامة بلا إله إلا الله )، فما زال يرددها حتى لوددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن، وأني أسلمت يومئذ ولم أقتله، فقلت: إني أعطي الله عهداً ألا أقتل رجلاً يقول: لا إله إلا الله أبداً، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم- : )بعدي يا أسامة قال بعدك ). وله مئة وثمانية عشر حديثاً منها في البخاري ومسلم خمسة عشر، وفي البخاري حديث، وفي مسلم حديثان. وفضائله كثيرة، وأحاديثه شهيرة.
وفاته:
مات في المدينة، وقال الزهري: مات أسامة بالجرف. وقال ابن سعد: مات في آخر خلافة معاوية. وقد صحح ابن عبد البر أنه مات سنة أربع وخمسين.
مصادر الترجمة:
[الإصابة (1/31). والسير (2/496). والمستدرك (3/596). وأسد الغابة (1/79). والعبر (1/59)].