من صفات المربي الصالح _ الصدق
وهو "التزام الحقيقة قولاً وعملاً"، والصادق بعيد عن الرياء في العبادات، والفسق في المعاملات، وإخلاف الوعد وشهادة الزور، وخيانة الأمانات [1].
فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ قَالَ:دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا، فَقَالَتْ:هَاكَ تَعَالَ فَأُعْطِيَكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :" مَاذَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ ؟ " قَالَتْ:أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :" أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةٌ "[2]
وعَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا."[3]
وعَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، يَقُولُ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ.[4]
ومن مظاهر الصدق ألا يكذب المربي على ولده مهما كان السبب، لأن المربي إذا كان صادقاً اقتدى به أولاده، وإن كان كاذباً ولو مرة واحدة أصبح عمله ونصحه هباء، وعليه الوفاء بالوعد الذي وعده للطفل، فإن لم يستطع فليعتذر إليه [5].
وبعض الأطفال يتعلم الرياء بسبب المربي الذي يتظاهر أمام الناس بحال من الصلاح أو الخلق أو الغنى أو غيرها ثم يكون حاله خلاف ذلك بين أسرته [6].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - انظر: أخلاق المسلم،لمحمد مبيض،ص61.
[2] - مصنف ابن أبي شيبة - (13 / 153) (26122) ومعرفة الصحابة لأبي نعيم - (6 / 3440) (7833 ) وصحيح الجامع (1319) والضياء 9/483(466) والروياني (1474) والإصابة (4781) حسن لغيره
[3] - صحيح ابن حبان - (1 / 509) (274) وصحيح مسلم- المكنز - (6805 )
[4] - صحيح ابن حبان - (13 / 43) (5734) صحيح
[5] - انظر: أخلاق المسلم،لمحمد مبيض،ص72.
[6] - انظر: أصول التربية الإسلامية،لعبد الرحمن النحلاوي،ص173.
المقال السابق
المقال التالى