عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم المنهاجُ النَّبويُّ في تربية الأطفال_علي بن نايف
الكاتب علي بن نايف الشحود
تاريخ الاضافة 2010-05-02 13:07:47
المشاهدات 2180
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه.

والأم التي تمنع ولدها من اللعب خوفاً عليه، وتطعمه بيدها مع قدرته على الاعتماد على نفسه، والأب الذي لا يكلف ولده بأي عمل بحجة أنه صغير كلاهما يفسده ويجعله اتّكالياً ضعيف الإرادة، عديم التفكير. والدليل المشاهَد هو:الفرق الشاسع بين أبناء القرى والبوادي وبين أبناء المدينة[1].

والحرص الحقيقي المثمر:إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل. وله مظاهر منها:

(أ) الدعاء:إذ دعوة الوالد لولده مجابة لأن الرحمة متمكنة من قلبه فيكون أقوى عاطفة وأشد إلحاحا[2] ولذا حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم  – الوالدين من الدعاء على أولادهم فقد توافق ساعة إجابة. فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم   وَهُوَ يَطْلُبُ الْمَجْدِيَّ بْنَ عَمْرٍو الْجُهَنِيَّ، وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ، وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَنَا عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ، فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ، فَتَلَدَّنَ عَلَيْهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقَالَ:شَأْ لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  :مَنْ هَذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ ؟ قَالَ:أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:انْزِلْ عَنْهُ، فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ، لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ السَّاعَةِ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ.[3]

(ب) المتابعة والملازمة:لأن العملية التربوية مستمرة طويلة الأمد، لا يكفي فيها التوجيه العابر مهما كان خالصاً صحيحاً[4]، فعن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم   قَالَ:" أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ "[5]

والملازمة وعدم الغياب الطويل عن البيت شرط للتربية الناجحة، وإذا كانت ظروف العمل أو طلب العلم أو الدعوة تقتضي ذلك الغياب فإن مسؤولية الأم تصبح ثقيلة، ومن كان هذا حاله عليه أن يختار زوجة صالحة قوية قادرة على القيام بدور أكبر من دورها المطلوب.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] - انظر: كيف نربي أطفالنا،لمحمود الاستانبولي،ص62-63.

[2] - انظر: منهج التربية النبوية،لمحمد نور سويد،ص322.

[3] - صحيح ابن حبان - (13 / 52) (5742) وصحيح مسلم- المكنز - (7705 )

الناضح: هو البعير الذي يستقى عليه. 

وتلدن: أي تلكأ وتوقف، ولم ينبعث.

وقوله: "شأ، لعنك الله" ، قال النووي: هو بشين معجمة بعدها همزة، هكذا هو في نسخ بلادنا، وذكر القاضي رحمه الله تعالى أن الرواة اختلفوا فيه، فرواه بعضهم بالشين المعجمة كما ذكرناه، وبعضهم بالمهملة، قالوا:وكلاهما كلمة زجر للبعير، يقال منهما: شأشأت بالبعير، بالمعجمة والمهملة: إذا زجرته، وقلت له شأ.صحيح ابن حبان - (13 / 52) وشرح النووي على مسلم - (9 / 391)

[4] - انظر: منهج التربية الإسلامية،لمحمد قطب،ص285.

[5] - سنن ابن ماجه- المكنز - (3802 ) ضعيف وانظر كتاب منهاج المسلم،ص91.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق