340- حدثني أبي قال، حدثني نوفل بن الفرات: أَن الحسن بن علي رضي الله عنهما لما حضرته الوفاة قال للحسين رضي الله عنه: إِني كنت طلبت إِلى عائشة إِذا أَنا متّ تأْذن لي فأّذن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أَدري لعل ذلك أَن يكون كان منها حياءً مني، فإِذا أَنا متّ فأتها فاطلب ذلك إِليها، فإِن طابت نفسها فادفنّي فيه، وإِن فَعَلَتْ فلا أَدري لعل القوم أَن يمنعوك إِذا أَردت ذلك، كما مَنَعْنا صاحِبَهم عثمان بن عفان - ومروان بن الحكم يومئذ أَمير على المدينة وقد كانوا أَرادوا دفن عثمان في البيت فمنعوهم - فإن فعلوا فلا تلاحقهم في ذلك، فادفني في بقيع الغرقد، فإِنّ لي بمن فيه أُسوة.
قال: فلما مات الحسن بن علي رضي الله عنه، أَتى الحسينُ عائشة رضي الله عنهما فطلب ذلك إِليها، فقالت: نعم وكرامة، فبلغ ذلك مروان فقال: كذب وكذبت. فلما بلغ ذلك حسيناً رضي الله عنه استلأَم في الحديد واستلأَم مروان في الحديد أيضاً، فأَتى رجل حُسَيْناً فقال: يا أَبا عبد الله، أَتعصي أخاك في نفسه قبل أَن تدفنه؟ قال: فوضع سلاحه، ودفنه في بقيع الغرْقد.
341- حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن فائد مولى عبادل أَن عبيد الله بن علي أَخبره، عمن مضى من أَهل بيته: أَن حسن بن علي رضي الله عنهما أَصابه بطن، فلما حزبه وعرف من نفسه الموت، أَرسل إِلى عائشة رضي الله عنها أَن تأَذن له أَن يُدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: نعم، ما كان بقي إلا موضع قبر واحد، فلما سَمِعت بذلك بَنُوا أُمية استلأَموا هم وبنو هاشم للقتال، وقالت بنو أُميّة: والله لا يُدْفن فيه أبداً. وبلغ ذلك حسن بن علي رضي الله عنهما، فأَرسل إِلى أَهله: أَما إذا كان هذا فلا حاجة لي به، ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمَّي فاطمة. فدُفِن في المقبرة إِلى جنب فاطمة رضي الله عنها.
---------------------
كتاب تاريخ المدينة المنَّورة (أخبار المَدينَة النَبويَّة)
عمر بن شَبَّة النميري البصُري ج1/74
دار الكتب العلمية ط1/1417هـ
المقال السابق
المقال التالى