عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم شخصية الرسول
الكاتب الشيخ فرج هادي
تاريخ الاضافة 2007-11-08 04:08:53
المقال مترجم الى
English    Français    Deutsch    Español    Italiano    Indonesia    Русский    中文   
المشاهدات 29836
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Français    Deutsch    Español    Italiano    Indonesia    Русский    中文   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

ماذا لو كنت تحبّ شيئا حبّا يملأ قلبك ويملك كيانك , ثمّ  جاء إنسان فانتقص قدره  وأهانه ؟  ماذا لو كنت رجلا  متدّينا ثمّ جاء رجل فدنّس مكان عبادتك بأسلوب فجّ ؟

لاشك أنّك ستغضب وتنفعل وتعاجل من فعل ذلك بالعقوبة ، لكن محمدا الرسول لم يفعل ذلك , لأنّه ما كان يؤمن بردود الأفعال المتعجلّة , بل كان رجلا  شديد التحكّم في انفعالاته , يحكّم عقله قبل أن يفعل .

كان يعالج كل حادثة بأفق واسع ونظرة بعيدة ، وإليك هذه الحادثة التي تبرهن على  ما نقول .

 فهاهو رجل يأتي من البادية لم يكن له احتكاك بالمدنية الجديدة التي بناها محمد بين أتباعه في عاصمته الجديدة , تصرف هذا البدوي تصرّفا عجيبا على أهل المدينة المتحضرة ,

ترى ماهو هذا التصرّف والسلوك الغريب ؟

نعم إنّ من أغرب السلوكيات أن يأتي إنسان في مكان عام ومحترم ويبول أمام العموم , وهذا ما فعله ذالك البدوي في مكان تجمع محمد وأتباعه , حيث قام هذا الرجل يبول في المسجد وهو أقدس مكان عندهم , كان منظرا فظيعا ومشهدا مريعا  لم يتماسك بسببه أتباع محمد أنفسهم من أن يصيحوا به بشدّة مطالبين إيّاه بالإنقطاع  عن سلوكه المقزّز ,

ولكن ورغم أنّ الحدث استغرق لحظات إلاّ أنّ  ذلك الزمن اليسير ماكان ليسبق فيه انفعال محمد عقله ، ففي تلك اللحظات حلّل محمد شخصية البدوي الذي قام يبول في موضع عبادته وموضع تسيير شؤون دولته ، فأراه عقله أنّه رجل غير متعلّم وفعله لا يحمل أيّ نيّة عدوانية , فلا يعدو أن يكون ذالك التصرف تخلف عن حضارة النظافة واللياقة والأدب التي بناها محمد في عاصمته ,  فما كان منه إلاّ  أن أمر أتباعه  بترك البدوي والسكوت عنه وعدم تعنيفه ، ثم بعد انتهاء البدوي من بوله ، جاءه محمد بنفسه في لطف ومسامحة ورقّة وسهولة وعلّمه أنّ هذا المكان لا يصلح لمثل ما فعل  .

ففرح البدوي من حسن تعليم محمد وحسن معاملته وجمال أخلاقه

فقال : (اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا ).




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق