عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم دروس وعبر من السيرة
الكاتب الدكتور/ مصطفى السباعي
تاريخ الاضافة 2008-01-23 01:52:26
المقال مترجم الى
Indonesia    Русский   
المشاهدات 31815
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
Indonesia    Русский   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

مصادر السيرة النبوية


 تنحصر المصادر الرئيسية المعتمدة للسيرة النبوية في أربعة مصادر :


1-  القرآن الكريم :


وهو مصدر أساسي نستمد منه ملامح السيرة النبوية ، فقد تعرض القرآن الكريم لنشأته صلى الله عليه وسلم ( أَلَمْ يَجْدْكَ يَتِيماً فَآوَى ، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ) [ الضحى 5ـ6] كما تعرض لأخلاقه الكريمة العالية ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم ) [ القلم : : 4 ] . وقد تحدث القرآن عما لقيه عليه الصلاة والسلام من أذى وعنت في سبيل دعوته ، كما ذكر ما كان المشركون ينعتونه به من السحر والجنون صداً عن دين الله عز وجل ، وقد تعرض القرآن لهجرة الرسول كما تعرض لأهم المعارك الحربية التي خاضها بعد هجرته ، فتحدث عن معكرة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وصلح الحديبية ، وفتح مكة ، وغزوة حنين . وتحدث عن بعض معجزاته ، كمعجزة الإسراء والمعراج .


  وبالجملة فقد تحدث عن كثير من وقائع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  ، ولما كان الكتاب الكريم أوثق كتاب على وجه الأرض ، وكان من الثبوت المتواتر بما لا يفكر إنسان عاقل في التشكيك بنصوصه وثبوتها التاريخي ، فإن ما تعرض له من وقائع السيرة يعتبر أصح مصدر للسيرة على الإطلاق .


  ولكن من الملاحظ أن القرآن لم يتعرض لتفاصيل الوقائع النبوية ، وإنما تعرض لها إجمالا ، فهو حين يتحدث عن معركة لا يتحدث عن أسبابها ، ولا عن عدد المسلمين  والمشركين فيها ، ولا عن عدد القتلى والأسرى من المشركين ، وإنما يتحدث عن دروس المعركة وما فيها من عبر وعظات ، وهذا شأن القرآن في كل ما أورده من قصص عن الأنبياء السابقين والأمم الماضية ، ولذلك فنحن لا نستطيع أن  نكتفي بنصوص القرآن المتعلقة بالسيرة النبوية لنخرج منها بصورة متكاملة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .

 

 


2ـ السنة النبوية الصحيحة :


  السنة النبوية الصحيحة التي تضمنتها كتب أئمة الحديث المعترف بصدقهم والثقة بهم في العالم الإسلامي هي :  الكتب الستة : البخاري ،ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي والترمذي ، وابن ماجة . ويضاف إليها : موطأ الإمام مالك ، و مسند الإمام أحمد ، فهذه الكتب وخاصة البخاري ومسلم في الذروة العليا من الصحة والثقة والتحقيق ، أما الكتب الأخرى ، فقد تضمنت الصحيح والحسن ، وفي بعضها الضعيف أيضاً .


 من هذه الكتب التي حوت القسم الأكبر من حياة النبي صلى الله عليه وسلم  ، ووقائعه وحروبه ، وأعماله ، نستطيع أن تتكون لدينا فكرة شاملة ـ وإن كانت غير متكاملة أحياناً ـ عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،ومما يزيد الثقة بها والاطمئنان إليها أنها رويت بالسند المتصل إلى الصحابة رضوان الله عليهم ، وهم الذين عاشروا الرسول ولازموه ، ونصر الله بهم دينه ، وقد رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينة ، فكانوا أكمل أجيال التاريخ استقامة و أخلاق وقوة إيمان ، وصدق حديث ، و سُمو أرواح وكمال عقول ، فكل ما رووه لنا عن الرسول بالسند الصحيح المتصل يجب أن نقبله كحقيقة تاريخية لا يخالجنا الشك فيها .


ويحاول المستشرقون المغرضون وأتباعهم من المسلمين الذين رق دينهم ، وفتنوا بالغرب وعلمائه أن يشككوا في صحة ما بين ايدينا من كتب السنة المعتمدة ، لينفذوا منها إلى هدم الشريعة ، والتشكيك بوقائع السيرة ، ولكن الله الذي تكفل بحفظ دينه قد هيأ لهم من يرد سهام باطلهم ، وكيدهم إلى نحورهم وقد تعرضت في كتابي "السنة ومكانتها من التشريع الإسلامي " إلى جهود علمائنا في تمحيص السنة النبوية ، وسردت شبة المشرقين ومن تبعهم ، وناقشتها نقاشا علمياً ، أرجو الله أن يثيبني عليه ، ويجعله في صفحات حسناتي يوم العرض عليه .


3-الشعر العربي المعاصر لعهد الرسالة :


مما لا شك فيه أن المشركين قد هاجموا الرسول ودعوته على ألسنة شعرائهم ، مما أضطر المسلمين إلى الرد عليهم على ألسنة شعرائهم ، كحسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وغيرهما وقد تضمنت كتب الأدب ، وكتب السيرة التي صنفت فيها بعد قسطاً كبيراً من هذه الأشعار التي تستطيع أن نستنتج منها حقائق كثيرة عن البيئة التي كان يعيش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتي ترعرعت فيها دعوة الإسلام أو قيامها .


4- كتب السيرة :


كانت وقائع السيرة النبوية روايات يرويها الصحابة رضوان الله عليهم إلى من بعدهم ، وقد اختصر بعضهم بتتبع دقائق السيرة وتفاصيلها ، ثم تناقل التابعون هذه الأخبار ودونوها في صحائف عندهم ، وقد أختص بعضهم بالعناية التامة بها ، أمثال : أبان بن عثمان ابن عفان رضي الله عنه (32ـ 105هـ ) و عروة بن الزبير بن العوام ( 23ـ 93هـ ) ومن صغار التابعين عبد الله بن أبي بكر الأنصاري ( توفي سنة 135هـ ) ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( 50 ـ 123هـ ) الذي جمع السنة في عهد عمر بن عبد  العزيز بأمره ، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ( توفي سنة 129هـ ) .


  ثم انتقلت العناية بالسيرة إلى من بعهدهم، حتى أفردوها بالتصنيف ، ومن أشهر أوائل المصنفين في السيرة محمد بن إسحاق بن يسار (توفي سنة 152 هـ ) وقد اتفق جمهور العلماء والمحدثين على توثيقه ، إلا ما روي عن مالك ،وهشام بن عروة بن الزبير من تجريحه ، وقد حمل كثير من العلماء المحققين تجريح هذين العالمين الكبيرين له بعداوات شخصية كانت قائمة بينهما وبين أبن إسحاق .      


 ألف ابن إسحاق كتابه " المغازي " من أحاديث وروايات سمعها بنفسه في المدينة ومصر ، ومن المؤسف أن هذا الكتاب لم يصل إلينا ، فقد فُـقِـدَ فيما فُقِدَ من تراثنا العلمي الزاخر ، ولكن مضمون الكتاب بقي محفوظاً بما رواه عنه ابن هشام في سيرته عن طريق شيخه الكبائي الذي كان من أشهر تلامذة ابن اسحاق .


 سيرة ابن هشام :


 هو أبو محمد عبد الله بن أيوب المحيري ، نشأ بالبصرة وتوفي سنة 213 أو 218 هـ على اختلاف الروايات ، ألف ابن هشام كتابة " السيرة النبوية " مما رواة شيخه الكبائي عن ابن إسحاق ، ومما رواه هو شخصياً عن شيوخه ، مما لم يذكره ابن إسحاق في سيرته ، وأغفل ما رواه ابن إسحاق مما لم يتفق مع ذوقه العلمي وملكته النقدية ، فجاء كتاباً من أوفي مصادر السيرة النبوية ، وأصحها ، وأدقها ، ولقي من القبول ما جعل الناس ينسبون كتابه إليه ، فيقولون : سيرة ابن هشام وشرح كتابه هذا عالمان من الأندلس : السهلي ( 508 ـ 581 هـ ) والخشني ( 535- 604هـ ) .


 طبقات ابن سعد :


هو محمد بن سعد بن منيع الزهري ، ولد بالبصرة سنة 168 هـ وتوفي ببغداد سنة 230 هـ كان كاتباً لمحمد بن عمر الواقدي المؤرخ الشهير في المغازي والسيرة ( 130ـ 207 هـ )سار ابن سعد في كتابه " الطبقات " على ذكر أسماء الصحابة والتابعين ـ بعد ذكر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بحسب طبقاتهم ، وقبائلهم، وأماكنهم ،ويعتبر كتابه " الطبقات " من أوثق المصادر الأولى للسيرة ، وأحفظها بذكر الصحابة والتابعين .


تاريخ الطبري :


هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ( 224 ـ 310 هـ ) إمام ، فقيه ، محدث ، صاحب مذهب في الفقه لم ينتشر كثيراً ألف كتابه في التاريخ غير مقتصر على سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، بل ذكر تاريخ الأمم قبله ، وأفرد قسماً خاصاً لسيرته صلى الله عليه وسلم ، ثم تابع الحديث عن تاريخ الدول الإسلامية حتى قرب وفاته .


 يعتبر الطبري حجة ثقة فيما يروي ، لكنه كثيراً ما يذكر روايات ضعيفة أو باطلة ، مكتفياً بإسنادها على رواتها الذين كان أمرهم معروفاً في عصره ، كما في روياته عن أبي مخنف ، فقد كان شيعياً متعصباً ، ومع ذلك فقد أورد له الطبري كثيراً من أخباره بإسنادها إليه ، كأنه يتبرأ من عهدتها ، ويلقي العبء على أبي مخنف  .


 تطور التأليف في السيرة .


 ثم تطور التأليف في السيرة ، فأفردت بعض نواحيها بالتأليف خاصة، كـ " دلائل النبوة " للاصبهاني ، " والشمائل المحمدية " للترمذي ، و " زاد المعاد " لابن قيم الجوزية ، و " الشفاء للقاضي عياض، و" المواهب اللدنية" للقسطلاني وهو مشروحه في ثماني مجلدات بقلم الزرقاني المتوفي سنة 1122هـ .


 وهذا ولا يزال العلماء يؤلفون في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام  بأسلوب حديث بتقبله ذوق أبناء العصر ، ومن أشهر الكتب المؤلفة في عصرنا الحديث كتاب " نور اليقين في سير سيد المرسلين " للشيخ محمد الخضري رحمه الله ، وقد لقي كتابه قبولا حسناً ، وقررت دراسته في المعاهد الدينية في أكثر أنحاء العالم الإسلامي .




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق