خلق الــوفـــاء
الحمد لله رب العالمين...والعاقبة للمتقين...والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين...
إن الوفاء من الأخلاق الكريمة، والخلال الحميدة، وهو صفة من صفات النفوس الشريفة، يعظم في العيون، وتصدق فيه خطرات الظنون.
الوفاء من أعظم الصفات الإنسانية،فالناس مضطرون إلى التعاون، ولا يتم تعاونهم إلا بمراعاة العهد والوفاء به، ولولا ذلك لتنافرت القلوب...
ما هو الوفــاء؟
الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات.
وقد أمرالله -تعالى- بالوفاء بالعهد، فقال جل شأنه {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً}
وقال تعالى {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم }
مــكانـة الوفـاء:
1- إن الوفاء صفة من صفات الخالق فليس هناك أوفى ولا أصدق في إنجاز وعده من الله جل جلاله قال تعالى {ومن أوفى بعهده من الله}
2- إن الوفاء صفة من صفات الرسل عليهم السلام قال تعالى في مدح سيدنا إبراهيم {وإبراهيم الذي وفى}
3- الوفاء صفة من صفات المؤمنين الصادقين, قال تعالى {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}
4- وهو خلق أولوا الألباب, قال تعالى { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}
أنـــواع الوفــاء:
الوفاء له أنواع كثيرة، منها:
1- الوفاء مع الله:
بين الإنسان وبين الله -سبحانه- عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده لا يشرك به شيئًايقول الله عز وجل {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم}
2- الوفاء بالعقود والعهود:
الإسلام يوصي باحترام العقود وتنفيذ الشروط التي تم الاتفاق عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ))المسلمون عند شروطهم (( حديث صحيح
3- الوفاء بالكيل والميزان:
فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله -تعالى- قال {أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم}
4- الوفاء بالنذر:
والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه, ومن صفات أهل الجنة أنهم يوفون بالنذر، يقول تعالى {يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شره مستطيرًا}
ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه.
ثمـرات الوفــاء:
1- اتساع أعمال الخير و البر.
2- انتشار المودات و استدامة الصداقات .
3- استئصال الفوضى و غرس بذور الثقة بين الناس.
4- سيادة الأمن و الاستقرار النفسي بين الناس.
5- بتحقيق الوفاء تتحقق التقوى, قال تعالى {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}
كيف تتخلق بخلق الوفــاء؟
1- التذكير بهذا الخلق بين حين وآخر لتأكيد أهميته.
2- أن يتذكر بأن الوفاء شرفٌ يحمله المسلم على عاتقه وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى.
3- يتأمل حال السلف رحمهم الله في وفائهم.
4- تذكر العاقبة السيئة للغدر, والمنزلة الدنيئة للغادر بين الناس.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى...وهدانا لمحاسن الأخلاق قولاً وعملاً
المقال السابق
المقال التالى